الصحافة

اجتماعات درزية لبنانية مرتقبة بخصوص السويداء

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

غداة المواقف السياسية الدولية التي صدرت وتصدر بشكل شبه يوميّ حول مسألة الدروز في محافظة السويداء ومستقبلهم، ويُسمع صداها بقوّة على الساحة الدرزية الداخلية في لبنان، وإزاء الحراك الدبلوماسي لا سيّما الأميركي الأخير على خط سوريا وإسرائيل ولبنان في هذا الإطار، فإنّ الترقّب يبقى سيّد الموقف، بانتظار ما ستسفر عنه نتائج المباحثات ومآلات الحراك الجاري على أكثر من صعيد.

التردّدات من جرّاء ما تبثّه يوميًا الأخبار الواردة وتضجّ به التسريبات الإعلامية المختلفة والمتناقضة في كثير من الأحيان، تتلقّفها الساحة الدرزية في لبنان بطريقة أقلّ تفاعلية وهدوءًا ورويّة وعقلانية نسبة لما سبق، وبعيدًا من أجواء التشنّج التي كانت سائدة في الفترة الأخيرة المنصرمة، على عكس الهيجان الطائفي والمذهبيّ الذي كان يصدر من جهات مختلفة، وكاد يفجّر الأوضاع في لبنان أيضًا.

إذ سرى مفعول المواقف الأخيرة على مستوى القيادات السياسية والروحية، التي نالت قسطًا وافرًا من الإجماع، خاصة بين الزعامتين الجنبلاطية والأرسلانية ومشيخة العقل، وشكّلت تلاقيًا حول هذه النقطة، إثر الإعلان عن "فصل المسارات السياسية" بين دروز "الجبلين" العرب في سوريا ولبنان، وترك الأمور إلى أصحاب الشأن في كلا البلدين، وامتدادًا نحو فلسطين المحتلّة لتقرير المصير، كلّ في بلده، بحسب الجغرافيا والديموغرافيا الموجودتين في كلّ بلد. وهذا الأمر انسحب بدوره على الساحة السورية، فخفتت الأصوات التي صدحت أثناء تظاهرة "تقرير المصير" الأخيرة ضد زعماء الطائفة في لبنان ولا سيّما منهم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط واتهامه بالخيانة، بانتظار التظاهرة التي يجري التحضير لها في ساحة السويداء وما ستحمله من مواقف جديدة.

ففي حين أعلن جنبلاط ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب السابق طلال أرسلان عن ترك حق تقرير المصير للشيوخ والقيادات في السويداء، التي على رأسها راهنًا شيخ عقل الطائفة حكمت الهجري، بقي صوت رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب مغرّدًا خارج السرب، ومرتفعًا ضد الرئيس أحمد الشرع والحكومة السورية وفي إعلان تأييد الشيخ الهجري إلى جانب تأييد الرئيس الروحي للطائفة في فلسطين الشيخ موفق طريف. بينما ذهب جنبلاط وأرسلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز د. سامي أبي المنى للابتعاد عن التجييش الحاصل، والتحذير من مغبّة أصوات التحريض، خشية الوقوع في شرك الفتنة التي همدت نيرانها في لبنان ولم تستطع سابقًا بلوغ حدود البلدين سوريا ولبنان وخاصة الشرقية منها. باعتبار الأهم في نظر المراجع الثلاثة الآن، هو كيفية توفير الصمود الإنساني والاجتماعي، على مستوى تقديم الإعانات الغذائية والاحتياجات الاقتصادية والحياتية والصحّية.

وفي هذا السياق، علمت "نداء الوطن" بانتهاء التحضير لاجتماع مرتقب (ربما اليوم)، من المقرّر أن يشارك فيه الشيخ أبي المنى وشخصيات درزية متموّلة، إلى جانب جنبلاط بعد عودته من زيارة قام بها إلى فرنسا الأسبوع الماضي ولقائه أمس الأول الثلثاء المبعوث الأميركي توم برّاك في كليمنصو بهذا الخصوص، وقد أعلن عن النقاط التي ركّز عليها مع الموفد الأميركي، بخصوص سوريا، ومنها إجراء تحقيق دولي شفاف بالانتهاكات، وفتح باب الحوار والمصالحة، واستمرار الجهود لإيجاد الحلول العادلة والمستدامة، والتأكيد على وحدة سوريا، إلى ضمان تدفق المساعدات إلى السويداء من المنظمات الدولية والمساعدات عبر دمشق والأردن.

محور الاجتماع سيركّز على تفعيل الخطوات التي سبق وأطلقها المجلس المذهبي مع مشيخة العقل، بخصوص جمع التبرّعات من المتموّلين ومساعدة الدروز في سوريا، قياسًا على حجم المأساة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها هؤلاء. وفي هذا المجال، بدأت تتكشّف حرب الإبادة على آثار وتداعيات مهولة، بعد عودة المهجّرين الدروز إلى قراهم، التي سقطت بيد المسلّحين طيلة شهر ونيّف، أي منذ اشتعال الأحداث في 13 تموز الماضي، بما فيها مشاهد وصور الشهداء الذين ارتكبت بحقهم مجازر إنسانية فظيعة وهم بالمئات، عدا حرق المنازل بالكامل بعد نهبها، وتدمير كلّ شيء طالته يد المسلّحين، ما حوّل الأماكن التي حصلت فيها الأحداث إلى منكوبة، تستدعي خطوات عاجلة للنظر بواقع نحو 150 ألف مهجّر من العائلات خارج بلداتهم ويتوزعون بين بيوت لأقاربهم ومدارس ومراكز، وفّرها الناس مأوى للعائلات مع الحدّ الأدنى من الرعاية الصحية والطعام.

المجلس المذهبي، كما العديد من الجهات الدرزية الفاعلة التي استنفرت طاقاتها في مجال تقديم المساعدات والدعم، عكف على أمر الدعم الإنساني كشغل شاغل الآن، وذلك على وقع تراجع حدّة المواقف المتباينة حيال ما جرى ويجري في مدينة السويداء، بانتظار ما ستؤول إليه التحركات القائمة ومسار التطوّرات الحاصلة، وما إذا كانت المدينة ستسلك فعليًا مسار الانفصال الذي يطالب به الشيخ الهجري، بعد الطلاق النهائي مع حكومة الشرع وما يدور حول منطقة حضر السورية كنقطة ممرّ بديل!!

عامر زين الدين - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا