العناد "عَ تَيْسنة"… وكلامٌ الى "بيئة الحزب"
استخدم الراحل زياد الرحباني تعبيراً شهيراً عن اللبنانيّين. سمّاهم "الشعب العنيد"، تيمّناً بأغنية الأخوين "بحبّك يا لبنان"، ثمّ أضاف "عنيد عَ تَيْسنة".
نتذكّر العبارة ونحن نسمع تصريحات مسؤولي حزب الله. نتفهّم، كثيراً، ألا يسلّم الحزب سلاحه على طريقة الاستسلام. نتفهّم، أيضاً، أن يبحث مع المسؤولين الرسميّين في مسألة الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات وتسليم الأسرى. من الطبيعي أن يفعل حزب الله ذلك كلّه. ولكن، ما لا نتفهّمه ولا نفهمه، هو رفض البحث في تسليم السلاح وربط بقائه بالكرامة وبوجود طائفة وديمومتها.
كان الشيعة في لبنان قبل السلاح، وسيستمرّون بعده. لن يعودوا "محرومين" يوماً. معيبٌ على كلّ لبناني أن يشعر ابن وطنه بالحرمان. معيبٌ أكثر على المسيحي، بما يحمل من قيمٍ تشكّل جوهر دينه، أن يرضى إلا بالمساواة والشراكة والتسامح والمحبّة. من يريد القضاء على الشيعة، بوصفهم فئة تؤيّد بنسبةٍ كبيرة حزب الله، لا صلة له بالمسيحيّة، كمثل الكثير من السياسيّين المسيحيّين الذين يختصرون دينهم بوظيفةٍ وتعيينٍ ومكسبٍ في إدارة.
ما سبق كلّه يشكّل قناعةً وطنيّة. ولكن، في الوقت عينه، لا يجوز أن يخرج مسؤولٌ في حزب الله ليعلن أن لا مجال لأيّ تفاوض على مسألة السلاح، وأنّ الاقتراب منه قد يؤدّي إلى تقسيم الجيش أو اندلاع حربٍ أهليّة.
هذا السلاح يجب أن يُسلّم، وهذا ما سيحصل عاجلاً أم آجلاً. ولكنّ تسليم السلاح لا يجب أن يكون استسلاماً أمام إسرائيل، ولا تسليماً باستباحتها البرّ والبحر والجوّ.
هذا السلاح يجب أن يُسلّم لأنّ بقاءه يجعلنا ورقة في يد المفاوض الإيراني قد يتخلّى عنها حين يحقّق مكاسب أخرى، من دون أن يسأل عن كرامةٍ أو صمودٍ أو جنوب.
على مسؤولي حزب الله، وخصوصاً على أنصاره، أو "بيئته" وفق التسمية الرائجة، أن يدركوا أنّ المسيحي أو السنّي أو الدرزي اللبناني أقرب اليهم من الشيعي في إيران أو العراق أو أذربيجان…
"سوا ربينا" تقول أغنية فيروز. كان ذلك قبل أن تفرّقنا الحروب الطائفيّة التي خيضت تنفيذاً لأجنداتٍ خارجيّة، وما قصّر أحدٌ في ارتكاب الفظائع، من الطوائف كلّها.
على الشيعة أن يتعلّموا اليوم من أخطاء الآخرين، بل خطاياهم. العناد مضرّ، ويتحوّل، إن بلغ حدّ "التَيْسنة"، الى انتحار.
داني حداد - mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|