تجاوز للقانون في حرم قلعة بعلبك... مرجعيّة دينيّة تحمي المخالفين؟
الحملات على سلام: اختبار قوّة قد يُعيد رسم توازنات الساحة السنية
تتصاعد في الآونة الأخيرة الحملات السياسية والإعلامية على رئيس الحكومة نواف سلام، في سياق يعكس تعقيدات المشهد اللبناني وتوازناته الدقيقة. هذه الحملات، على تنوع مصادرها وخلفياتها، تطرح سؤال أساسيا: إلى أي مدى يمكن أن تسهم في إضعاف موقع سلام، أو على العكس، في تعزيزه على المستويين السني والوطني، فضلا عن موقعه أمام المجتمع الدولي والداعمين الخارجيين؟
من حيث الشكل، تبدو الحملات محاولة لتطويق رئيس الحكومة والحد من هامش تحركه. ولكن في الجوهر، قد يكون أثرها عكسيا إذا ما جرى استثمارها بذكاء سياسي، إذ تتحول الضغوط إلى عنصر قوة يرفع منسوب التعاطف الداخلي والخارجي مع سلام.
في البيئة السنية، غالبا ما يُنظر إلى موقع رئاسة الحكومة على أنه الموقع الأول والرمزي للطائفة داخل النظام اللبناني، وتاليا، فإن استهداف سلام مباشرة يعزز الانطباع أن الحملات موجهة إلى هذا الموقع لا إلى شخصه فقط. هذا الأمر قد يؤدي إلى حالة التفاف حوله، خصوصا في غياب قيادات سنية وازنة بعد انكفاء سعد الحريري وتراجع حضور أطر مرجعية مثل دار الفتوى عن أداء دور سياسي مباشر. بكلام آخر، قد تتحول الحملات إلى رافعة لمكانته السنية عبر تصويره في موقع "المستهدف لأنه يمثل الطائفة".
في هذا السياق، يرى النائب بلال عبدالله أن "من غير المقبول التطاول على هذا الموقع، ومن يستسهل الهجوم على سلام عليه أن يتراجع عن هذه المواقف لأن سلام يمثل وله شرعية ويحظى بثقة مجلس النواب".
ويضيف: "هناك التفاف وطني غير قليل حول مواقفه وموقعه، وأتمنى ألا يستمر هذا التطاول عليه، بالشخصي وعلى الموقع الذي يمثله".
وقد بدا الدعم واضحا عندما خرجت مجموعة من مشايخ الطائفة السنية وممثلون للمجتمع السني في عكار وصيدا وبيروت وطرابلس وسائر مناطق الشمال، بحملة مضادة واسعة ردا على ما تعرض له رئيس الحكومة في الأيام الأخيرة.
وأكد المشاركون أنّ التعرّض لشخصه يشكّل تجاوزا للخطوط الحمر، محذرين الأطراف التي تهاجمه تحت شعارات سياسية أو حزبية من المساس بمقامه أو التشكيك في موقعه.
أما على الصعيد الوطني، فإذا أحسن سلام إدارة المواجهة مع خصومه، يمكن أن ينجح في تحويل هذه الحملات إلى فرصة لتظهيره كرجل دولة يتعرض للاستهداف بسبب محاولاته الإصلاحية، لا بسبب حسابات شخصية أو طائفية. بهذا المعنى، تصبح الحملات أداة لإعادة تقديمه على أنه رئيس حكومة يحاول حماية الدولة ومؤسساتها، ما يعزز موقعه في الساحة الوطنية الأوسع. وإذا استمرّ على هذا النهج، فقد ينجح في تكريس صورته شخصية جامعة، لا مجرد ممثل لطائفة أو فريق سياسي.
وبالنسبة إلى المجتمع الدولي والدول العربية، وخصوصا الخليجية، هي تراقب بدقة مسار الأحداث في لبنان. وفي حال اتضح أن سلام يواجه ضغوطا داخلية من قوى الأمر الواقع بسبب تمسكه بخيار الدولة والإصلاح، فقد يترجم ذلك بمزيد من الدعم السياسي والمالي الخارجي له. إذ ينظر إليه في هذه الحالة على أنه "الرجل الذي يقف في وجه "حزب الله" ونفوذه الجبار".
في المحصلة، الحملات التي تستهدف سلام لا تضعفه بالضرورة، بل قد تمنحه رصيدا إضافيا في أكثر من اتجاه. داخليا، يمكن أن ترفع من موقعه السني وتتيح له فرصة أداء دور وطني جامع، قد تشجّع المانحين والداعمين خارجيا على اعتباره شريكا يمكن الرهان عليه في إدارة المرحلة. غير أن نجاحه في تحويل هذه الضغوط إلى مكاسب يبقى رهنا بقدرته على الصمود السياسي، وإقناع الداخل والخارج بأنه ليس فقط رئيس حكومة "بالصدفة"، بل رجل مشروع إصلاحي يحتاج إليه لبنان.
اسكندر خشاشو- النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|