الصحافة

أنقرة تطمئن تل أبيب عبر دمشق: رسالة الإعلان الرسمي عن لقاء باريس؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على الرغم من أن اللقاء ليس الأول من نوعه، إلا أن الإعلان الرسمي، عبر وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن الإجتماع الذي جمع وزير الخارجية السوري ​أسعد الشيباني​ ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي ​رون ديرمر​، بحضور المبعوث الأميركي توم براك، أول من أمس، لا يمكن أن يُفصل عن المسار العام الذي تمر به الساحة السورية في المرحلة الراهنة.

في هذا السياق، ليس من الضروري التوقف عند فحوى الإجتماع المعلن، نظراً إلى أن الأساس الإعتراف الرسمي به، في حين أن المضمون من الممكن أن تتكشف حقيقته أكثر في المرحلة المقبلة، خصوصاً بالشق المتعلق بمستقبل الأوضاع في ​محافظة السويداء​، بعد الأحداث الدموية التي كانت قد شهدتها في الفترة الماضية.

من هذا المنطلق، ينبغي تركيز البحث على السياق العام لحدث الإعلان عن اللقاء بالدرجة الأولى، حيث تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنه يحمل رسالة "طمأنة" من القوى الراعية لسلطة دمشق الإنتقالية، أي أنقرة بشكل رئيسي، إلى تل أبيب، قبل أي أمر آخر، تمهيداً نحو فتح باب النقاش حول باقي الملفات التي تهم الجانب التركي، برعاية مباشرة من جانب واشنطن.

بالنسبة إلى هذه المصادر، العنوان الأبرز الذي يهم أنقرة يبقى "​قوات سوريا الديمقراطية​"، خصوصاً أنها لم تخفِ قلقها من تداعيات المؤتمر الذي عقد في الحسكة، بعد أن أظهر امتلاك "قسد" القدرة على جذب باقي المكونات السورية، تحديداً الدروز والعلويين، ما دفع دمشق إلى محاولة الإنفتاح على المكون المسيحي، عبر اللقاء الذي جمع الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي.

ضمن السياق نفسه، الذي سبق عقد اللقاء، تذكر المصادر نفسها بأن السويداء قد شهدت تظاهرة تحت شعار "الحق في تقرير المصير"، رفعت خلالها أعلام إسرائيل من قبل بعض المشاركين فيها، نتيجة المجازر التي كانت أرتكبت من قبل السلطة الإنتقالية بحق أهلها، ما أوحى أن المحافظة تذهب بعيداً عن مسار المصالحة مع دمشق، الذي تسعى إليه العديد من الجهات الإقليمية والدولية.

إنطلاقاً مما تقدم، يبقى العنوان الأبرز في مستقبل الأوضاع السورية، الذي بادرت فيه دمشق إلى إعطاء مؤشر إضافي على إستعدادها الذهاب بعيداً في العلاقة مع تل أبيب، هو التفاهمات التي من الممكن أن تُبرم بين الجانبين التركي والإسرائيلي، والتي من الطبيعي أن تكون بعض الجهات العربية شريكة فيها من ضمن المسار الأوسع الذي يُرسم على مستوى المنطقة برمتها.

هنا، تعود المصادر المتابعة إلى التشديد على أن ​الولايات المتحدة​ تعتبر أن التفاهم بين تل أبيب وأنقرة هو الحل الأفضل، في المرحلة الراهنة، خصوصاً أن الإدارة الحالية، برئاسة دونالد ترامب، تعتبر أن كلاًّ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حليفان أساسيان لها، وهو ما كان ترامب قد عبر عنه بشكل واضح خلال لقاء جمعه مع نتانياهو.

من وجهة نظر هذه المصادر، السؤال الذي يطرح نفسه لا يتعلق بفرضية التفاهم التركي الإسرائيلي، نظراً إلى الأحداث أثبتت أن الصدام غير مطروح، بل في الركائز، حيث تأتي المصالح الأمنية على رأس قائمة الأولويات، على إعتبار أن تل أبيب، بسبب طبيعة سلطة دمشق، لن تقبل بأقل من خيار المنطقة الآمنة أو العازلة في الجنوب، في حين أن أنقرة، بسبب مشكلتها التاريخية مع الأكراد، لن تقبل بأي طروحات قد تنعكس على واقعها الداخلي.

في المحصلة، ترى المصادر نفسها أن مشكلة السلطة الإنتقالية في دمشق تبقى في ضعف الشرعية الداخلية، التي تسعى إلى التعويض عنها من خلال سلسلة من التنازلات الخارجية التي تقدمها، ما يعني أن شكل أي تسوية أو حل سيكون مرتبطاً بمواقف القوى الإقليمية والدولية المؤثرة، التي لدى كل منها مصالحه الخاصة وخطوطه الحمراء التي لن يتنازل عنها.

ماهر الخطيب -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا