الـ "فاليه باركينغ" واحتلال البلد
سألت: كيف المواطن بيصفّ هون، بيرفع الشريط وبيصفّ؟ (في إشارة إلى الشريط الأحمر والأبيض المستعمل من قبل الأجهزة الأمنية والبلدية والورش لمنع ركن السيارات).
أجاب عن سؤال مدام أعور بعينو ببلادة: بدّك تصفّي وتنزلي عالمطعم أنا برفعلك الشريط. تكرمي.
هو عامل الـ "فاليه" المكلّف بمرسوم منع وقوف السيارات من أول المفرق المحاذي للمطعم الـ "كلاس" إلى آخره. صادر الشارع لحسابه. أما رسم رفع الشريط الأحمر فـ 500 ألف ليرة.
يقع العبيط والمطعم والطريق والرصيف في بلدة ضبيّه المتنية. وهناك، على الطريق الداخلية من أنطلياس باتجاه جونيه تجد مثله كثيرين. قبالة كلّ مطعم زُرع رجل صارم يمنع وقوف السيارات في المدى الحيويّ للمطعم أو لمقهى الأراكيل أو في أسوأ الأحوال كرسي بلاستيك يفي بالغرض أو دبشة أو "جحش كوي".
الكسليك أخت ضبيّه ومار مخايل ومونو والجميزة أخواتهما في استباحة الأرصفة وكلّ "زاموقة" في منطقة انتشار وحدات الـ "فاليه باركينغ". وهنا يبرز دور البلديات المتواطئة وكلّ مسؤول يتغاضى من أجل حفنة من الدولارات.
يخضع موظفو "الفاليه" لدورات مكثفة في سرعة التحرّك الميداني وقلة التهذيب في التعامل مع الزبائن العاديين كما يتدرّبون على تملّق المشاهير وأصحاب السيارات الفارهة.
أن تسلّم سيارتك إلى الـ "فاليه باركينغ" فأنت تسلّمها إلى المصير المجهول، فتصبح أمانة في يد شاب امتهن التشفيط وركن السيارات كيفما اتفق ولو على تلة ردميات، وقد يحلو له التدخين داخل سيّارتك ولصق علكته داخل أحد شقوق المقود والتلاعب ببرمجة المحطات الموسيقية. وبدلًا من الذهاب آخر الليل إلى ملك الجاز بول وايتمان يقفز من الراديو هاني شاكر شخصيًا.
وأن تسلّم سيارتك الحلوة للـ "فاليه" على مدخل "نايت" مكتظ، فعليك ألّا تسأل عن المتوجب بل ادفع بسخاء كي تضمن ألّا تنتظر نصف ساعة عند خروجك مع صديقتك الفاتنة كنجمة الصباح. كلّما زاد سخاؤك كانت سيارتك قريبة. بمئتي دولار يصفّها على الباب وبأربعمئة دولار أو 445 يورو يصفّ سيارتك على حافة البيست!
خطأ فادح سؤال "مستر فاليه" عن التعرفة، إن سألت وأجابك "18 دولارًا أستاذ" اِدفع وابتسم ولا تتوهّم أن التعرفة تتضمّن غيار زيت وفحص فالفولين ووج بوليش.
من يشرب لا يعدّ القداح، يقول المثل العامي. 18 دولارًا أو 40 أو 50 لا تخلخل موازنة وافد من بلاد الخليج أو متموّل أبًّا عن جد لكن أي ذنب اقترفه عامل يسرّب آخر الليل في سيارة من ماركة الخرضة كي ينام في سيارته لأن "رجال الـ "فاليه باركينغ" لم يتركوا بخشًا كي يحشر فيه "حرتوقته" الهالكة؟
عماد موسى -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|