من معارض شرس للأسد إلى مهاجم للشّرع .. من هو ماهر شرف الدّين ؟
تصدر اسم ماهر شرف الدين محركات البحث في الساعات الأخيرة، بعد أن تحولت منشوراته المثيرة للجدل إلى مادة نقاش واسع بين السوريين، خصوصًا في ظل مواقفه المتبدلة من السلطة الحالية في دمشق.
فمن هو ماهر شرف الدين الذي جمع بين الأدب والسياسة، وعاش رحلة منفى وصراع مع النظام السوري السابق، ثم عاد ليجد نفسه مجددًا في قلب عاصفة الجدل ؟
من هو ماهر شرف الدين؟
ولد ماهر شرف الدين عام 1977 في محافظة السويداء (جبل العرب)، لكنه قضى شطرًا من طفولته وصباه في الحسكة، حيث كانت عائلته تقيم بحكم ظروف العمل.
منذ سنواته الأولى، كان شغوفا بالكتابة والفكر، ما جعله يدخل عالم الأدب في سن مبكرة.
في عمر الـ 22 فقط، نشر مجموعته الشعرية الأولى، ليؤكد حضوره كصوت أدبي مختلف.
لكن الأدب لم يكن منفصلا عن السياسة في مسيرته، فقد بدأ نشاطه العلني المعارض لنظام الأسد منذ عام 2002، وهو ما جعله عرضة للرقابة والملاحقة.
كتب مئات المقالات السياسية الناقدة للنظام السابق في الصحافة اللبنانية، حيث اتسمت لغته بالمباشرة والحدة.
عام 2008 أسس مجلة "الغاوون"، وهي مجلة أدبية حملت طابعًا مختلفًا وجريئًا، وترأس تحريرها حتى توقفها عن الصدور سنة 2013.
شكلت هذه التجربة منصة فكرية وثقافية، لكنها كانت أيضًا انعكاسا لقلقه السياسي والفكري.
الاعتقال واللجوء السياسي
واجه ماهر شرف الدين سلسلة من الضغوط الأمنية في لبنان، وصلت حد سجنه أكثر من مرة والتهديد بتسليمه إلى السلطات السورية، وفقًا للمعلومات المنشورة على موقعة الإلكتروني.
أمام هذا الخطر، تقدم بطلب لجوء سياسي إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة في بيروت، ليحصل عليه في عام 2008، ثم غادر إلى الولايات المتحدة، حيث استقر بشكل دائم.
لكن نظام الأسد لم يتوقف عن ملاحقته، إذ صدرت بحقه مذكرات توقيف عدة، أبرزها مذكرة توقيف دولية عام 2015.
العودة إلى سوريا
بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر 2024 عاد ماهر شرف الدين إلى سوريا.
التقى حينها برئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع، وأبدى دعمًا أوليًا للتجربة الجديدة، قبل أن ينقلب سريعًا ويبدأ بانتقاد السلطة الحالية بشدة.
يُرجع شرف الدين هذا التغيير إلى ما وصفه بـ "سلوك السلطة الحالية، وما ارتكبته من مجازر في الساحل السوري والسويداء"، مؤكدًا أن ما يحدث لا يختلف عن ممارسات النظام السابق.
منذ عودته، يتعرّض ماهر شرف الدين لهجوم واسع من قبل السوريين الموالين للسلطة الانتقالية، الذين يرون في منشوراته نوعًا من التحريض، فيما يعتبره آخرون صوتًا جريئًا يعبر عن خيبة الأمل من مسار السلطة بعد سقوط الأسد.
ويرى البعض أن مواقفه ليست سوى تطور منطقي بعد سنوات من الدماء والتدهور الأمني الذي عاشته سوريا.
ماهر شرف الدين ليس مجرد شاعر أو معارض سياسي، بل شخصية جدلية حملت في مسيرتها الكثير من التحولات.
من شاعر شاب في السويداء إلى منفي في الولايات المتحدة، ومن معارض شرس للنظام السابق إلى ناقد علني للسلطة الانتقالية، ليظل اسمه ملازما للجدل والسجال
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|