زغرتا تحتفل بعيد السيدة بقداس في كنيسة البلدة
إحتفل المونسنيور اسطفان فرنجية بالقدّاس الإلهي في كنيسة سيدة زغرتا، في حضور حشد من أبناء الرعية والمغتربين، وعدد من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدّس، استهلّ المونسنيور فرنجية عظته وقال: "اليوم نقدّم هذه الذبيحة الإلهية على نية جميع المنتشرين، الذين نسميهم المغتربين، ولكنهم في قلبنا وقلب رعيتنا وقلب وطننا. هؤلاء المنتشرون في أستراليا وفنزويلا وأميركا، وفي الدول العربية وسائر أنحاء العالم، نصلي من أجلهم اليوم، وخصوصاً من يدعمون أهلهم ورعيتهم، حتى نصمد في هذه الأرض، الأرض التي دُفن فيها أجدادنا، والتي اختلط ترابها بعرقهم وتعبهم، لكي تبقى كلمة يسوع موجودة في هذه المنطقة الغالية والعزيزة على قلبه، المنطقة التي وُلد فيها، في هذا الشرق المتألم والمكافح حتى تستمر كلمة الله في هذه البقعة المباركة".
وأضاف: "اليوم هو عيد سيدة زغرتا، هذا العيد الذي يجمع أبناء وبنات زغرتا من كل الأماكن. كثيرون يضعون موعد زيارتهم للبنان في فترة هذا العيد، ليكونوا حاضرين ويحتفلوا مع الأم التي رافقتهم أينما كانوا. لم ندخل بيتاً في أستراليا أو فنزويلا أو غيرها من البلدان فيه مغترب زغرتاوي، إلا ورأينا صورة سيدة زغرتا تحتل أجمل زاوية فيه، لتبقى محبتها حاضرة وشفاعتها حاضرة في حياتهم".
وتابع: "الأم تجمع، تجمع العائلة والرعية وأبنائها. وعلى محبتها لا يختلف أحد. كلما يواجه الزغرتاوي موقفاً، أو يعود من السفر، أو يتعرض لمحنة، يقول: يا سيدة زغرتا. لأن الإيمان خبرة، وخبرتنا مع العذراء أنها كانت دائماً إلى جانبنا، وخصوصاً في الأيام الصعبة. والأم، ماذا تريد من أولادها؟ تريدهم أن يحبوا بعضهم بعضاً. والعذراء مريم، إلى جانب محبتها كأم، أراد يسوع لها دوراً مميزاً في خلاص العالم، كما قالت في عرس قانا الجليل: افعلوا ما يأمركم به".
وأردف المونسنيور فرنجية: "علينا أن نعيش على ضوء كلمة الله، وأن نقرأ الإنجيل ونحمل فكر المسيح في حياتنا، لا أن نكتفي بالمظاهر الخارجية. فكلام المسيح يحررنا، ويعرّفنا على الآب السماوي، وهو الكلمة الحية التي لا يمكن إلغاؤها. لذلك لا يجوز أن نهمل كلام الرب، بل أن نعيشه ونعلّمه لأولادنا".
وقال: "زغرتا معروفة بمحبتها للعذراء مريم. يكفي أن نذكر أنه في يوم العيد أُقيمت القداديس، وكل قداس ضم مئات المؤمنين. هذا الإيمان والعطاء هو ما يجعل رعية زغرتا من أجمل الرعايا، رغم ضعف كهنتها وضعفي أنا، فهو عمل الرب الذي يريدنا أن نكون نوراً وملحاً للأرض".
وأشار إلى أن "الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي كان له محبة خاصة للعذراء مريم، ويوسف بك كرم صلى في هذه الكنيسة، وأسّس أخوية على اسم العذراء. كما أن أهل إهدن بنوا كنيسة مار جرجس حجراً حجراً، متعاونين ومتكاتفين. وهذا ما يلمسه الزائر في كنائس الرعية كلها، حيث الجمال والنظافة والاهتمام، بفضل محبة أبنائها المقيمين والمغتربين".
واستطرد: "رعيتنا متميزة بروح المبادرة. إهدن وزغرتا كانتا مشتلاً للدعوات الكهنوتية والرهبانية. الرهبان والراهبات ساهموا في تطور المجتمع، وساعدوا العائلات في التعليم والثقافة، وسعوا لوقف الصراعات في أصعب الظروف. جدودنا أدركوا قيمة الثقافة، فقدموا الأراضي للأديرة والمدارس، ليبقى بيننا من يعلّم ويخدم".
وأكد المونسنيور فرنجية: "هدفنا في هذه الحياة هو نشر كلمة الله ومنطقه في العالم، وكل هدف آخر لا قيمة له أمام هذا الهدف. المطلوب مزيد من التعاون والعطاء، وأن نتعالى عن الصغائر، لأن ما ينتظرنا من مجد سماوي أهم من كل الحساسيات الأرضية. نحن أمام استحقاقات كثيرة، ومنطقتنا حساسة، وما نمرّ به من صعوبات هو غيمة ستمر بقوة سيدة زغرتا وبقوة يسوع".
وأضاف: "لدينا في زغرتا قديسون وقديسات، والكنيسة لا تعلن جميعهم، لكنها تعلن بعضهم ليكونوا شهادة على أن يسوع حي بيننا. وعلينا أن نسير نحو الملكوت، كما سارت مريم التي انتقلت إلى السماء، وهي سلطانة السماء والأرض".
وختم المونسنيور فرنجية: "أشكر جميع المغتربين الذين لم يتركوا رعيتهم في أي ظرف، وخصوصاً في الاحتفالات الكبرى التي شهدتها السنة الماضية بتطويب البطريرك الدويهي، والتي عكست صورة الكنيسة المارونية وإيمانها. وأدعو أن تبقى إهدن مشتل الدعوات، وأن يستمر شبابنا في دخول الكهنوت والرهبنة. الكنيسة هي نحن جميعاً، جسد واحد لكل عضو فيه موهبة. الله يبارككم جميعاً، وأهلاً بكل من جاء من الخارج ليشاركنا هذا العيد، وأيضاً بكل من يتابعنا عبر قناة زغرتا التي تجمع الأهل أينما كانوا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|