محليات

زيارة لاريجاني... ما لها وما عليها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بقلم: دافيد عيسى سياسي لبناني

زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن ‏القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني إلى بيروت لم تمرّ بهدوء، إذ رافقها جدل واسع بين من اعتبرها محطة سياسية مهمة تعكس استمرار الاهتمام الإيراني بالوضع اللبناني، وبين من قرأ فيها محاولة جديدة لتأكيد نفوذ طهران في الداخل اللبناني.

الرسالة الأساسية التي أراد الضيف الإيراني إيصالها هي أن إيران حاضرة في أي تسوية أو مسار سياسي يخص لبنان، وأنها قادرة على مدّ يد العون في ملفات اقتصادية وسياسية وحتى أمنية. لكن في المقابل، كان هناك حرص لبناني رسمي على التذكير بالثوابت الوطنية، وضرورة احترام سيادة لبنان وعدم تحويله إلى ساحة صراع إقليمي.

في بعبدا، سمع لاريجاني من رئيس الجمهورية تأكيدًا على أن لبنان منفتح على التعاون مع جميع الدول الصديقة، شرط أن يتم ذلك في إطار احترام الدستور والسيادة والقرار الوطني الحر. أما في السراي الكبير، فكان رئيس الحكومة أكثر وضوحًا في التشديد على أن المساعدات أو أي شكل من أشكال التعاون يجب أن يتم عبر المؤسسات الشرعية وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا.

هذه الزيارة، وإن بدت للبعض عادية ضمن حراك إيران في المنطقة، إلا أنها طرحت تساؤلات حول توقيتها ومغزاها. فهل أرادت طهران أن تبعث برسالة إلى الداخل اللبناني، وخصوصًا بعد الجدل الدائر حول سلاح "حزب الله" ودوره، بأن إيران هي اللاعب الأساسي الذي لا يمكن تجاوزه؟ أم أن الهدف كان سياسيًا–اقتصاديًا، عبر محاولة فتح أبواب التعاون في ملفات الطاقة والكهرباء والاقتصاد؟

ما هو مؤكد أن الزيارة لم تمر بلا نقاش داخلي، إذ عبّرت قوى سياسية وشعبية عن خشيتها من أن تتحول مثل هذه المحطات إلى تكريس لواقع النفوذ الخارجي على القرار اللبناني، في وقت يحتاج فيه البلد أكثر من أي وقت مضى إلى تحصين وحدته الوطنية وحماية مؤسساته الشرعية.

بذلك، يمكن القول إن زيارة لاريجاني كانت مناسبة لاختبار قدرة الدولة اللبنانية على فرض خطاب سيادي متوازن: الانفتاح على الجميع، ولكن من دون السماح لأحد بمدّ يده على القرار الوطني المستقل.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا