"شو لابسة؟".. إليسا تُثير غضب الجمهور المصري بإطلالتها بقميص شفاف! (صور)
برّي في جلسة مغلقة: نمرّ بأصعب مرحلة في تاريخي السياسي
في إحد اللّقاءات المغلقة التي عقدتها هيئة الرئاسة في قيادة حركة أمل قبل أيام، قدّم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى الحاضرين شرحاً مفصلاً عن الواقع السياسي الذي يعيشه لبنان والمنطقة. وكان أبرز ما قاله رئيس الحركة أنّ المرحلة السياسية الحالية هي الأصعب والأدق في كلّ تاريخه السياسي، وهو الرجل الذي عايش مراحل زمنيةً قاسيةً جداً من عمر لبنان: خلال الحرب الأهلية، وما قبل الاجتياح الإسرائيلي الذي وصل إلى بيروت عام 1982 وما بعده، ومرحلة الطائف والوجود السوري، ومرحلة الفتنة السنّية–الشيعية في المنطقة، وانقسام لبنان العمودي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وحرب تموز وما بعدها وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية والعدوان الإسرائيلي على لبنان.
لم يكن تصريح برّي مجرّد توصيفٍ ظرفي أو ردّ فعلٍ انفعالياً على أحداث سياسية بعينها؛ فالرجل يدرك أنّ الصعوبة ليست حصراً في مشهد التوتّر أو الانقسام، بل في تعقّد المشهد الداخلي وتداخل الضغوط الخارجية وتبدّل موازين القوى في المنطقة، ما يجعل أيّ مقاربةٍ للحلّ تبدو شبه مستحيلة أو على الأقل مؤجلة.
لماذا يعتبر برّي أن المرحلة هي الأخطر؟
الخطورة التي يشير إليها بري تنبع – بحسب مصادر مطّلعة – من ثلاثة أبعادٍ مترابطة:
الداخل اللبناني المنقسم، حيث يتقدّم خطاب إعادة النظر في كلّ ركائز ما بعد الطائف، من النظام السياسي إلى مفهوم المقاومة ودورها وصولاً إلى الحديث عن التقسيم؛ والضغط الخارجي المتزايد الذي بات يستخدم الوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية لتحقيق الأهداف؛ والظرف الإقليمي المضطرب الذي يشهد توسّعاً إسرائيليّاً نحو تطبيق مشروع "إسرائيل الكبرى" بعد الضربات التي تلقّاها محور المقاومة على أكثر من ساحة.
جدلية موازين القوى الإقليمية
ترى المصادر أنّ برّي يدرك تماماً أنّ المنطقة اليوم ليست في وضع استقرارٍ يمكن البناء عليه؛ من اليمن إلى فلسطين مروراً بسوريا والعراق، وصولاً إلى الخليج وإيران، هناك "طبخةٌ كبرى" على نارٍ غير هادئة قد تنتج عنها تسوياتٌ محتملة أو انفجاراتٌ مفتوحة، لكن لا أحد يملك صورةً واضحة حول ما إذا كنا نقترب من صفقةٍ شاملة تعيد توزيع النفوذ أم من مواجهاتٍ أشدّ تعقيداً تعيد رسم الخرائط بالقوة. لذلك لا يجزم بري في جلساته بالمسار النهائي للمخاض الذي نعيشه.
وسط هذا المشهد، يسعى رئيس المجلس لتحصين الداخل اللبناني وتثبيت الشيعة جزءاً أساسياً من هذا الداخل. ومن هذا المنطلق كان تعاونه الكبير مع رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد انتخابه، وتيسير تشكيل الحكومة التي كان الثنائيّ الشيعي يعلم أنّها ستكون من الحكومات السياسية "الصعبة" نسبةً إلى طبيعة المرحلة، وحديثه المتكرر عن التعاون والحوار ومحاولة حلّ الخلافات بعيداً عن التشنجات التي تلحق ضررها بجميع المكوّنات اللبنانية.
لبنان الساحة الأكثر هشاشة
برأي المصادر، إنّ قلق الرئيس برّي ينبع من طبيعة لبنان الهشّة. غخطورة هذه المرحلة على لبنان تتوزع بين خطر الانقسام الداخلي العميق الذي يأخذنا إلى النقاش حول النظام السياسي ودور المقاومة وشكل الدولة وحدودها في ظلّ المشروع التوسّعي الإسرائيلي – وهو ما يفتح الباب على أسئلةٍ وجودية لا على خلافاتٍ عابرة – وبين ارتباط لبنان المباشر بالإقليم؛ أي إنّ أيّ تغييرٍ في معادلات سوريا أو غزة أو إيران والخليج وإسرائيل سينعكس فوراً على لبنان ووجوده كدولةٍ معترفٍ بها بالشكل الذي نعرفه اليوم.
كيف يواجه الشيعة اللبنانيون هذا الواقع؟
البيئة الشيعية تحديداً تعيش اختباراً مضاعفاً؛ فهي من جهةٍ العمود الفقري للمقاومة، ومن جهةٍ أخرى مكوّنٌ أساسيّ في المعادلة الوطنية. هذا يعني – بحسب المصادر – أنّ أي تغيرٍ في موازين القوى الإقليمية أو المحلية يترجم مباشرةً في هذه البيئة: في الاقتصاد، وفي السياسة، وفي الأمن، والأهمّ في الوجود. لذلك، إنّ الثقل الذي يشعر به بري كبير، إذ يعدّ اليوم المسؤول الأوّل عن مستقبل الشيعة في لبنان ودورهم، وهو مستقبلٌ لا يمكن أن يكون منفصلاً عن شكل الدولة ودورها، وفي الوقت نفسه عن ثوابت الطائفة واقتناعاتها.
إلى جانب هذا الهم، تقول المصادر إنّ برّي يعيش هاجس إعادة الإعمار وعودة السكان إلى قراهم، إذ يرى هذه القضية جوهريةً واستراتيجيةً وتوازي في أهميتها تحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة. كذلك لا يغيب عن بال رئيس المجلس النيابي أهمية تطوير أدوات القوة اللبنانية غير العسكرية، من الاقتصاد إلى الإعلام والثقافة، لأنّ أيّ صمودٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ يحتاج إلى أرضيةٍ صلبة في حياة الناس، وإلّا تحوّلت المقاومة نفسها إلى موضوع نزاعٍ اجتماعيّ لا سياسيّ فحسب.
نحن أمام مرحلةٍ انتقاليةٍ غير واضحة المآل؛ إذ إنّ كلّ الأطراف، سواء كانت مع السلاح أو ضدّه، تنتظر تغييراً ما، ولكن لا أحد يعرف شكل هذا التغيير أو توقيته أو نتائجه. وهنا مكمن الخطورة التي تحدّث عنها بري، الذي يفكّر في كيفية الموازنة بين ضرورة وجود القوة في مواجهة العدوّ الإسرائيلي وضرورة قيام دولةٍ قويةٍ قادرةٍ على الدفاع عن الأرض والمواطن.
محمد علوش - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|