طهران غاضبة لخسارة نفوذها في لبنان بعد سوريا
لم يكن دخول وزير خارجية ايران عباس عراقجي على خط قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، بما فيه سلاح حزب الله، عشوائيا، وانما يعبر عن حقيقة موقف النظام الايراني من مجريات الاحداث في لبنان، والتي تتطور سلبا لغير صالح حزب الله،الذي يُعدُّ احد اهم اذرعه في المنطقة،بعد الخسارة المدوية التي اصيب بها الحزب، جراء حرب الاسناد التي شنّها، ضد اسرائيل لدعم حركة حماس، في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلية في قطاع غزّة.
في موقف عراقجي من قرار الحكومة الجديد، وتبشيره بأن «قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة سيفشل، لان سلاح الحزب اثبت فاعليته بالمعارك الاخيرة»،حاول وزير خارجية ايران اعطاء انطباع للداخل الايراني وجمهور الحزب في لبنان، بأن ايران ماتزال لها اليد الطولى في المعادلة الاقليمية، بالرغم من المتغيرات الحاصلة، وهي ملتزمة باستمرار دعم الحزب لمنع تسليم سلاحه للدولة اللبنانية،وابقائه اداة للنظام في لبنان، لتكريس نفوذه وتحقيق مصالحه، على حساب ومصالح الشعب اللبناني، وفي الوقت نفسه اعطاء جرعة دعم للحزب، في مواجهة قرار الحكومة بهذا الخصوص، لإرباك الحكومة والدولة معا، والتهويل عليهما لمنع استكمال اقرار ورقة المبعوث الاميريكي توم براك، ووضعها موضع التنفيذ، في موقفه النافر، وانتقاده لقرار الحكومة، حصر السلاح بيد الدولة، لم يناقض وزير الخارجية الايراني ما قاله في زيارته الاخيرة للبنان وقوله،بأن بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية، وهي على مسافة واحدة من جميع الاطراف، بل اكد هذا التدخل بشكل سافر ومرفوض، واكثر من ذلك عبّر ضمنياً عن موقف النظام المستاء عما آلت اليه التطورات الهادفة الى تسليم سلاح الحزب للدولة هذه المرة، خلافا لباقي لمحاولات سابقة، استطاع التهرب منها والانقلاب عليها، والابقاء على سلاحه، اداة لنفوذ ايران وتنفيذ سياساتها على حساب ومصالح الشعب اللبناني.
لم يبدل موقف عراقجي في قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة شيئا، بالرغم من النبرة العالية لكلامه، واستمرت باقرار ما تبقّى من ملحقات وتتمات للقرار المذكور، التي تلحظ بسط سيطرة الدولة على كل اراضيها من دون وجود سلاح الحزب وسيطرته كما كان يحدث سابقا.
عكست مواقف وزير الخارجية الايراني، عجزا ايرانيا عن تعطيل قرار الحكومة اللبنانية هذه المرة، بسبب تبدل موازين القوى الاقليمية، خلافا للمرات السابقة، وعبرت عن مشاعر استياء وغضب النظام الايراني من قرارالحكومة اللبنانية، لانه يصب في النهاية، بتحجيم واضعاف النفوذ الايراني، الذي يجسده سلاح حزب االله، ويؤدي الى خسارته الساحة اللبنانية، بعد خسارته لسوريا قبل اشهر معدودة.
معروف الداعوق- اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|