"اختبار المصير".. هذه أفضل طريق لـ"حزب الله"
الكلامُ عن ذهاب "حزب الله" نحو 7 أيار جديد بعد التوجه لبنان رسمياً لبحث مصير سلاحه، بات طاغياً على المشهد الداخلي، ويفتحُ الباب أمام مخاوفَ من إمكانية اندلاع حرب أهليّة.
قد لا يكون "حزب الله" في وارد فتح جبهة داخلية كي لا يخسر سياسياً ووجودياً، فالتبدلات التي مر بها تحتم عليه عدم خوض أي معركة ضد اللبنانيين من أجل الحفاظ على سلاحه المفترض تسليمه للدولة بموجب الدستور وخطاب القسم، وبناء لما نص عليه البيان الوزاري للحكومة.
ما لا يجبُ نسيانه هو أن "الحزب" خارج من حربٍ إسرائيلية كبيرة فيما الخطر ما زال موجوداً نظراً لاستمرار احتلال إسرائيلي لأراضٍ جنوبية ومواصلة تل أبيب غاراتها المتفرقة.
كذلك، هناك تبدل آخر تمثل بتزعزع بنية "محور المقاومة" الذي كان يمثل "قوة" بالنسبة للحزب، فيما سقوط
بشار الأسد في سوريا والضربات الإسرائيلية على إيران وحرب إسرائيل ضد "حماس" في غزة، كلها عوامل تجعلُ "حزب الله" في مكانٍ أضعف بكثير من السابق.
أمام هذه التغيّرات، قد لا تكون قوة "حزب الله" كما السابق. لذلك، يجب أن تكون قراءة الأمور مختلفة تماماً.
من مصلحة "حزب الله" اليوم الرهان على الدولة بعدما بات مطوقاً من كل الجهات. فعلياً، إن وجّه "الحزب" سلاحه نحو اللبنانيين من أجل الاحتفاظ به، عندها ستكون كل الأطراف على استعداد للانقضاض عليه سياسياً، ولن تعود هناك من جبهةٍ تغطيه داخلياً.. عملياً، سيكون "حزب الله" قد حكم على نفسه بالإنتهاء.
لذلك، إن كان "حزب الله" يريد البقاء سياسياً، فعليه التسليم لأمر الدولة والمساهمة بها عبر جناحه السياسي. أما فكرة "المقاومة" فهي موجودة في عقيدة اللبنانيين وليست محصورة عند "الحزب" أو جمهوره، والأدلة على ذلك تاريخية وشاهدة، فمواجهة إسرائيل ما كانت يوماً من قبل فئة واحدة، بل هي عنوان عام لدى اللبنانيين متل حصلت حرب ضدهم من قبل تل أبيب.
إن كان" الحزبُ" بوارد الحفاظ على بيئته، فعليه التمسك أكثر بخانة التعاطي مع الدولة على قاعدة التعاون وتجنب الإشكالات. في الواقع، خسر "حزب الله" الكثير من حلفائه الداخليين، وبات في شبه عزلة سياسية مع بقاء بعض المقربين إلى جانبه لأمدٍ "غير معروف". وعليه، فإن هذا الواقع يستدعي قراءة متأنية من قبل "الحزب" لمراعاة الداخل وواقعه، فلبنان لا يتحمل انهياراً أمنياً وسط أزمات متلاحقة ورقابة خارجية شديدة.
وعليه، أصبح "حزب الله" أمام مرحلة جديدة. قد يُجنح "الحزب" نحو تحركات في الشارع تفتحُ صدامات في البلد، ما يعني حصول توترات قد تؤدي إلى خسارته كل شيء. في الواقع، إن قرر "الحزب" اللجوء للسلاح، سيكون قد وضع لبنان أمام حربٍ داخلية شديدة الخطورة وفي بادئ الأمر ضد الدولة والجيش، وحذار من "انقسام" الأخير.
لبنان
محمد الجنون - لبنان24
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|