الصحافة

نار تحت جمر السويداء... قرار التوتير إسرائيلي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كما كان متوقعاً، عاد العنف ليتجدّد في محافظة السويداء السورية التي شهدت أعنف الاشتباكات الدموية في شهر تموز/يوليو الماضي. المعارك التي استجدّت في تل الحديد، وهو مرتفع استراتيجي في الريف الغربي للمحافظة، يطل على مناطق عديدة أبرزها ثعلة، وقعت بعد مهاجمة فصائل درزية محلية القوات الحكومية لاستعادة المكان منها.

الرواية في السويداء تتحدّث عن هجوم الفصائل الدرزية على الموقع بعد خروقات عدّة نفذتها القوات الحكومية، وإطلاق للنار حصل من المرتفع ومناطق في الريف الشرقي لمحافظة درعا، وتقدم مجموعات مسلّحة نحو منطقة عرى في السويداء. ونقل موقع "السويداء 24" معلومات عن إصدار غرفة العمليات العسكرية في السويداء أمراً بوقف النار بعد تدخل أطراف دولية راعية للهدنة.

الاشتباك انتهى مع تدخل القوى الدولية واستجابة الفصائل الدرزية وانسحابها من الموقع، إلّا أن خروقات وقف النار استمرت مع تبادل النيران عند محاور عديدة بشكل متقطّع، وهي خروقات مستمرة منذ اتفاق الهدنة. مصادر "النهار" في السويداء تفيد بأن الوضع هادئ نسبياً مع حصول بعض الخروقات في عدد من المواقع، منها منطقة المعامل القريبة من تل الحديد.

ويتحدّث المصدر عن عمليات سرقة تحصل في بعض مناطق الريف الغربي للسويداء، ما يدفع ببعض عناصر الفصائل الدرزية للتوجّه والتعامل مع الموضوع، وبالتالي لا يمكن الحديث عن اشتباكات واسعة، بل موضعية في نقاط محدّدة، لكن المشهدية بمجملها تشي بأن الوضع في السويداء "نار تحت رماد" والانفجار الكبير قد يحصل مجدداً.

عوامل الانفجار الميدانية متوافرة، لكنها وحدها غير كافية لعودة الاشتباكات، كونها "حرب وكلاء" كما يصفها مصدر سياسي مطلع، يشير إلى الاستثمار السياسي والعسكري الإسرائيلي ببعض الدروز في السويداء لتنفيذ مشاريع من شأنها تغيير الواقع الأمني جنوب سوريا، وبالتالي "إسرائيل شريك في قرار عودة الحرب أو استمرار الهدوء".

التوتر المستجد في السويداء تزامن مع توتر آخر في منبج بين الفصائل الكردية والقوات الحكومية، بعد أيام من الأخبار المتناقضة التي تحدّث بعضها عن اقتراب اندماج الأكراد بسوريا الجديدة، وأشار بعضها الآخر إلى الاستعصاء الذي وصلت إليه المفاوضات بين الطرفين. ومع الأخذ بالاعتبار العلاقة الكردية – الإسرائيلية، ثمّة من يربط بين التوترين وإسرائيل للضغط على سوريا.

يتقاطع المراقبون والمحللون وحتى العديد من المصادر على أن التوتير قرار إسرائيلي بالدرجة الأولى، كون الحكومة السورية ترزح تحت ضغط سياسي وديبلوماسي دولي كبير جداً بعد اشتباكات السويداء الدامية، والدروز في المحافظة يعانون أوضاعاً اقتصادية وصحية صعبة، لكن القلق من تدخل إسرائيلي يعيد الأمور إلى مربعها الأول.

في المحصلة، فإن الهدوء النسبي والحذر سيّدا الموقف، والحرب لم تعد بمجرّد الاشتباك في تل الحديد، كونها اشتباكات متقطعة تقع كل فترة إثر الخروقات الحاصلة للهدنة وحالة القلق المستمر في السويداء، لكن فتيل الانفجار لم يُسحب تماماً بل تم وقفه بضغط دولي، وقد يعود في حال تعثّر المفاوضات الإسرائيلية – السورية حول المنطقة الجنوبية.

جاد فياض -النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا