سوابق انسحاب وزراء من الحكومات... أشهرها عام 2011
لعلّ الحادثة الأبرز التي تُذكر أيام الرئيس سعد الحريري هي كيف اختار وزراء 8 آذار إعلان الاستقالة من حكومته، فيما كان يزور واشنطن ويستعدّ للقاء الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما. كان ذلك عام 2011.
إنما لم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة، فثمة سوابق في استقالة وزراء من الحكومات اللبنانية. واليوم، تسري معلومات وتطرح تساؤلات عما اذا كان "حزب الله" سيلجأ إلى سحب "وزرائه" من حكومة نواف سلام، عشية الجلسة التاريخية المقررة غداً.
في ما يأتي أبرز السوابق، ومآلاتها:
• 11 - 11- 2006: استقال "وزراء المعارضة" من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. بدأت الأمور باعتصام المعارضة في وسط بيروت ووصلت إلى حوادث 7 أيار/مايو. يومها، كان محور المعركة "المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري". وعلى رغم أن السنيورة رفض الاستقالات، سارع رئيس الجمهورية إميل لحود إلى اعتبار الحكومة "فاقدة الشرعية الدستورية".
هكذا دخلت البلاد أزمة سياسية حادة فرزت "طائفياً"، لكون الوزراء الشيعة من "حزب الله" وحركة "أمل" هم من قدّموا استقالاتهم، تحت تبرير أنهم "يفسحون المجال أمام الأكثرية لممارسة ما تريد بحرية ومن دون أن نغطي ما لا نقتنع به".
آنذاك، اعتبرت قناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله" أن "استقالة الوزراء الخمسة جاءت على خلفية فشل طاولة المشاورات في التوصل إلى حكومة اتحاد وطني، وسعي الحكومة إلى فرض شروط على المتحاورين"، إلا أن البلاد دخلت في عمق أزمة لم تخرج منها إلا بحوادث 7 أيار الدامية.
• 12- 1- 2011: استقال من كانوا يسمون "وزراء المعارضة". وهذه المرة انضم إليهم وزراء "التيار الوطني الحر"، في لحظة سياسية بارزة، إلى جانب "الوزير الملك" عدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
أتت هذه الخطوة بعد يوم من إعلان فشل "المبادرة السورية – السعودية" في التوصل إلى اتفاق للحد من التوتر في شأن المحكمة الدولية، إذ كان "وزراء المعارضة" يطالبون رئيس الحكومة سعد الحريري بعقد جلسة طارئة لاتخاذ قرار بوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين وإلغاء مذكرة التفاهم مع المحكمة الدولية. وبالطبع، لم يأت توقيت الاستقالات من عبث، بل في وقت أكثر من مدروس. فقد أعلنت الاستقالات فيما كان الحريري موجوداً في الولايات المتحدة، يعقد لقاءات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، ويتحضر للقاء الرئيس الأميركي.
وجاء إعلان الاستقالات من الرابية، عقب اجتماع عقدته المعارضة في منزل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، لتدخل البلاد فرزاً حاداً ظلّل طويلاً الحياة السياسية وأوقعها في جمود فارغ.
• 14 –6- 2016: أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل استقالة وزراء الحزب من الحكومة برئاسة تمام سلام. آنذاك، عارضت الكتائب الخطط الحكومية المتعلقة بمشكلة النفايات، فضلاً عن إنتاجية مجلس الوزراء بشكل عام. وفي شباطفبراير من العام نفسه، كان وزير العدل أشرف ريفي قد استقال أيضاً من الحكومة نفسها على خلفية "ملف الوزير السابق ميشال سماحة وآلية محاكمته لدى القضاء العسكري".
ميزة هذه الاستقالات أنها أتت في لحظة فراغ رئاسي مدوّ، إذ كانت البلاد بلا رئيس للجمهورية، وبقيت لمدة طويلة مع حكومة "غير مكتملة الأوصاف".
• 20- 10- 2019 : انسحب وزراء حزب "القوات اللبنانية" الأربعة من حكومة سعد الحريري وسط احتجاجات شعبية أو ما عرف بـ"الحراك الشعبي". ولاحقاً، استقال الحريري لتدخل البلاد أزمة غير مسبوقة، سياسياً ومالياً نقدياً واجتماعياً، ولا تزال ترخي بظلالها إلى الآن.
منال شعيا - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|