محليات

المسيحيون والجيش: تباعدٌ ماديّ... وسياسيّ

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بالرغم من أن الجيش يُعتبر الضامن الابرز للوحدة الوطنية إلا أن المشاركة المسيحيّة فيه تشهدُ تراجعًا متزايدا في السنوات الماضية، الامر الذي بدأ يطرح علاماتِ استفهامٍ حقيقيّة بشأن الأسباب، وانعكاسات ذلك على التوازن الطائفي والوطني في آن واحد.

تشيرُ الارقام إلى تدنّ ملحوظ في نسبة المسيحيين المنخرطين في المؤسسة العسكرية حيث لا تتجاوز نسبتهم الـ32 في المئة، وأدناها في صفوف الجيش اللبناني. بحسب رئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضرا، يعود هذا التراجع بالارقام إلى عوامل متعدّدة اقتصادية واجتماعية وسياسية، لعل أبرزها المشكلة المادية.
ويوضح خضرا، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أن تراجع قيمة الرواتب يعتبرُ العائقَ الاكبر في وجه كلّ راغبٍ في الانخراط بالسلك العسكري، ومن الطوائف كافة، حيث أن الراتب لا يتعدّى الـ400 دولار، فيما أي وظيفة اخرى ستعود عليه براتب أفضل، وبالتالي لم تعد الوظيفة العسكرية مغرية للكثير من الشبان، وهنا تحديدا نتحدثُ عن المسيحيين منهم، باعتبار أن هؤلاء لديهم أسلوبُ حياةٍ مختلف ويبحثون دوما عن الرفاهية والراحة، ويضيف: "نحن امام هذا الواقع المادي المتردّي، نركّز على التقديمات الصحية، والمدرسية والجامعية، إضافة إلى بدل النقل".

العائق الثاني أمام انخراط المسيحيين في المؤسسة العسكرية، فيعود وفق خضرا، إلى عدم وجود الإحساس بالامان، حيث أن غياب المحاسبة والعدالة حينما يُقتل ضابط او يصار إلى التعدّي على أحد العسكريين، يُضفي شعورا بان هناك هيمنة تفرضها طائفة معيّنة على بقية الطوائف خصوصا بموضوع السلاح، الامر الذي يُبعد كثرا عن هذه الوظيفة. ويقول خضرا: أحد العسكريين المتقاعدين قال لي يومًا "عسكري مدعوم اهمّ من ضابط مش مدعوم"، وهذا كلامٌ يفسّر الكثير.
امام هذا الواقع، تبدو الحاجة ملحّة لإطلاق سياساتٍ وطنية تعيدُ التوازن إلى المؤسسة العسكرية، وتشجّع جميع المكوّنات خصوصا المسيحيين على الانخراط فيها... وما تفعله "لابورا" هو جزءٌ من هذه الورشة، إذ يشرح خضرا ان "هناك أعمالا يتم التحضير لها في هذا الإطار، ومنها إطلاق حملات توجيهية في المدارس عن أهمية المؤسسة العسكرية والانخراط فيها، خصوصا انه مع إلغاء التجنيد الإجباري فقدنا بعضا من اللحمة الوطنية، وبات كثر ينظرون بعدم الامان إلى الواقع ككل، في ظل وجود ميليشيات مسلحة".

كما لفت إلى ان "الاحزاب ورغم التواصل المتكرر معها، إلا اننا لم نلمس أي تحرّك فعّال لها لتشجيع مؤيديها على الانضمام إلى العسكر"، موضحا في المقابل أن لابورا تحضّر لدورة الحربية للشباب لان الضابط قدوة في مجتمعه، داعيا كل شاب انهى الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية بنتيجة تخطت الـ12/20 إلى الالتحاق بلابورا من أجل التحضير للدخول إلى الكلية الحربية، حيث الشعار الاوحد هو الكفاءة بعيدا من كل انواع المحاصصات الطائفية والمناطقية والسياسية.
لا يُخفي الأب خضرا تفاؤله بالآتي من الأيام، ويؤكد اننا سنصل خلال 3 سنوات إلى دولة لبنانية متطوّرة وسنكون امام مشهد مختلف كليا عن الوضع القاتم السابق، مشددا في الوقت نفسه على ان "الجيش ما بينعمل من طايفة وحدة"، فالتنوّع هو الامن الحقيقي، وان يكون لبنان موزاييك حقيقية.

إعادة التوازن داخل المؤسسة العسكرية لا تتحقّق فقط بقرارات طارئة او عبر سياسات تشجّع الانخراط فيها... يحتاجُ الأمر إلى أكثر بكثير مما تقّدم ذكره، إلى خطاب سياسي جامع يُبعد المؤسسة عن اي تجاذبات وعن أي اخطار مادية او سياسية ... ففي النهاية لا وطنَ بلا جيش موحّد، ولا جيشا بلا شراكة وطنية كاملة، متى سنحت الظروف بذلك.

سينتيا سركيس -  موقع Mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا