هكذا يعيد لبنان ربط علاقاته بمحيطه العربي

تأتي زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الجزائر، لتستكمل المسار الذي وضعه منذ إلقائه خطاب القسم الرئاسي، حول إعادة العلاقات مع الدول العربية. وإذا أراد المراقبون إظهار المكاسب التي جناها لبنان لغاية الآن، من خلال إعادة ربطه بالعواصم العربية، تتعدّد النتائج التي رسخّت دور لبنان في الحاضنة العربية، من إعادة فتح سفارات وبعثات دبلوماسية كانت مجمّدة أو مقفلة، كما الحال مع الإمارات العربية المتحدة و البحرين، إلى رفع الحظر عن دخول اللبنانيين إلى دول خليجية، أو السماح لمواطني دولٍ خليجية بالسفر إلى لبنان، ما أحيى السياحة في لبنان مجدداً، بعودة الكويتيين والإماراتيين، منذ مطلع الصيف الجاري، وإرسال دول عربية الوفود إلى بيروت، لاستطلاع أمر المؤازرة والمساعدة التقنية، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية بشأن دعم المؤسسات اللبنانية ومدّها بالتقنيات، والتوجه لإعادة بناء ما تهدّم في مرفأ بيروت، وتوسيع مطار بيروت الدولي، وغيرها من خططٍ تمّ وضعها على سكّة التنفيذ.

ووفق ما تكشفه مصادر وزارية معنيّة في قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة، فإن "تنشيط إعادة تنشيط التصدير إلى الدول العربية، يعود بفوائد كبيرة على الإقتصاد اللبناني، وعلى هذا الأساس، كان قرار لتفعيل عمل الجمارك في مراقبة البضائع التي تصدّر من لبنان إلى عواصم الخليج العربي، فزادت الرقابة، ومعها ارتفعت نسب العائدات الجمركية حوالي 14% خلال الشهر الماضي".

وتعزو المصادر الوزارية هذه "الدينامية في تذليل العراقيل بالتدرج في قضايا أساسية مرتبطة بعلاقات لبنان مع دول المنطقة، إلى زيارات رئيس الجمهورية إلى تلك العواصم العربية، ومن ضمنها اللقاءات التي سيجريها الرئيس عون في الجزائر خلال الساعات المقبلة، نظراً لأهمية دور هذه الدولة العربية في مدّ لبنان سابقاً بالفيول، عبر شركة سوناتراك، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية إعلامية بين البلدين، يُفترض أن تنهض بتلفزيون لبنان أيضاً، إلى جانب إتفاقيات أخرى مُدرجة على جدول أعمال الزيارة".

ورداً على سؤال حول النتائج العملية المحققة على صعيد ترجمة التفاعل العربي مع القضية اللبنانية، تقرّ المصادر بأن "النتائج الدسمة لعودة لبنان إلى مساحته العربية التفاعلية، تبدو مؤجلة بسبب التوتر الإقليمي الذي تفرضه إسرائيل في استمرار اعتداءاتها على لبنان".

وفي هذا المجال تكشف المصادر، معلومات مفادها أن "الدراسات التي تقوم بها شركات ومؤسسات حول إعادة إعمار المناطق الجنوبية التي هدمتها الحرب الإسرائيلية، تستند إلى مبادرة الدول العربية، التي ستقوم بإعادة إعمار تلك المساحات، بعد انتهاء الحرب بشكل نهائي، ولذلك، فإن إعادة الربط اللبناني - العربي، هي المدخل الطبيعي للمرحلة المقبلة، خصوصاً أن الترسيم السياسي في الإقليم قائم على أساس ما تفرزه التسويات، حيث تتجسّد مصلحة لبنان بالضمانة العربية، لمنع أي تفلّت أمني من الحدود الشرقية للبلد، يأتي من سوريا."

LebanonDebate - فادي عيد