"دبلوماسية الهاتف".. تقرير يكشف طريقة ترامب الفريدة في التواصل مع الزعماء

ذكر تقرير لصحيفة "بوليتيكو" أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يستخدم طريقة فريدة للتواصل مع قادة العالم، تتمثل بـ"دبلوماسية الهاتف".

وأوضح التقرير أن ترامب يتواصل مع الزعماء مباشرة عبر هاتفه الخاص، بالصوت أو عبر رسائل نصية، أحياناً لمناقشة قضايا ذات أهمية عالمية، وأخرى لـ "مجرد المغازلة"، وفق تعبير الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على مكالمات ترامب أنه "يتحدث إلى العديد من القادة أكثر مما يدركه أي شخص"، كاشفاً عن أن الكثير من المكالمات تتناول "أموراً محددة، وأعمالاً حقيقية، كما أن هناك أيضاً أحاديث شخصية غير رسمية".

ومن بين هؤلاء القادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فيما أكد المصدر أن "الطابع غير الرسمي لهذه المحادثات، لا يختلف كثيراً عن الأسلوب العفوي الذي يلجأ إليه ترامب في المناسبات العامة".

واستذكر مصدر اطلع على إحدى محادثات ترامب مع ماكرون، مشيراً إلى أن الزعيمين كانا يتبادلان التحية الحميمة.

وقال "كان الأمر مضحكاً بشكل غريب؛ إذ كان ترامب يقول إيمانويل ويُطيل حرف اللام، ثم يقول ماكرون دونالد ويُطيل حرف الدال".

ويرى المسؤولون الأجانب أن قدرتهم على التكيف مع أسلوب ترامب الحر تعود إلى تحسن العلاقات الشخصية، وهو ما يقولون إنه يؤدي إلى نتائج أكثر ملاءمة.

أشار مسؤول أوروبي إلى قمة قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عُقدت الشهر الماضي في هولندا، حيث أعلن ترامب تغيير رأيه بشأن التحالف بعد لقائه بشخصيات وصفها بـ"القادة العظماء".

وصرح للصحفيين بأنه يغادر بشعور "مختلف"، وأنه قرر أن قضية الأمن الأوروبي "ليست خدعة". ومنذ ذلك الحين، وافق على زيادة المساعدات الدفاعية لأوكرانيا، شريطة أن تتكفل أوروبا بتكاليفها.

قال المسؤول الأوروبي: "هناك احتكاك أقل وتوافق أكبر في بعض الحالات. ويعود ذلك جزئياً إلى ازدياد تفاعل القادة مع ترامب، ونعم، ازدياد اهتمامهم به في السر".

واتساب أيضاً
كما كان تطبيق واتساب قناة تواصل شبه دائم بين ترامب وستارمر، خصوصاً عندما سعى الأخير إلى إصلاح الخلاف بين الرئيس الأمريكي، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بعد اجتماعهما "الكارثي" في المكتب البيضاوي، في فبراير الماضي.

ويفهم ستارمر، الذي يصفه زملاؤه بأنه شخص متحفظ في العمل ولطيف في حياته الخاصة، أهمية العلاقة الشخصية مع ترامب وعمل بجد مع مساعديه لإظهار جانبه الأكثر استرخاءً للرئيس، وفقاً لشخصين مطلعين على استراتيجيته في السياسة الخارجية.

وقال مستشار الحكومة: "إن علاقتهما جيدة، ولكن هذا هو المجال الذي سيُبرز فيه ستارمر في بيئة غير رسمية. فهو مُلِمٌّ بالإجراءات الرسمية المحيطة به".

مع ذلك، فإنّ الاتصالات الخاصة بين القادة ليست أحادية الاتجاه؛ إذ صرّح أحد الأشخاص الثلاثة المطلعين على المكالمات بأنّ ترامب غالبًا ما يبدأ اتصالات مع ستارمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في إحدى المرات، عندما كان ستارمر يجتمع مع المبعوث الخاص لترامب إلى المملكة المتحدة، مارك بورنيت، اتصل المنتج التنفيذي السابق لبرنامج The Apprentice بترامب وسلمه الهاتف في منتصف وجبتهما.

وبدت المحادثة بين الزعيمين غير رسمية، حيث نشرت السفارة الأمريكية صورة تظهر ستارمر وهو يتحدث على الطاولة بينما كان رئيس موظفيه مورجان ماكسويني وبيرنيت ونائب رئيس البعثة في السفارة ماثيو بالمر يشاهدون.

عفوية مشروطة
العفوية، كما هو الحال في معظم التعاملات مع ترامب، تعتمد إلى حد كبير على شروطه. على سبيل المثال، سافر الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب إلى فلوريدا للعب جولة غولف مع ترامب.

وعندما التقط ترامب لقطات شاشة ونشر سلسلة من الرسائل النصية المتعاطفة من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته عشية قمة الشهر الماضي، والتي أشاد فيها به في اعتماد التحالف لتعهد جديد بالإنفاق الدفاعي، كان ذلك بمثابة تذكير لرؤساء الدول الآخرين الذين يرسلون رسائل نصية إلى الرئيس بشكل متكرر بأن محادثاتهم السرية قد تصبح علنية.