هل يخاطب لبنان إيران لسحب سلاح الحزب؟
مع تصاعد حدة مواقف الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، وخلعه القفازات التي استخدمها في خلال اجتماعاته مع رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة، بات من الواضح أن الولايات المتحدة ستمارس أقصى الضغوط على لبنان لنزع سلاح حزب الله وسط خيارين لا ثالث لهما، وكلاهما مُرّ: إما بأيادٍ لبنانية أو إسرائيلية، وهو كان واضحاً عندما قال: هناك جدول زمني لنزع السلاح يحدده جيرانكم (أي إسرائيل) وليس الولايات المتحدة، وقد وصل برّاك إلى هذه الخلاصة عندما اصطدم بالانقسام الداخلي اللبناني حول كيفية التعاطي مع سلاح حزب الله، وخشية رئيس الجمهورية بشكل خاص من حرب أهلية مدمّرة إن كان الجيش سيواجه الحزب لنزع سلاحه، في ظلّ المواقف الصريحة والمعلنة لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم الرافضة لتسليم السلاح لأسباب عدة: أولها رفض إعطاء ضمانات أميركية تمنع إسرائيل من مواصلة عدوانها وعمليات الاستهداف والإغتيالات، التي حصدت أكثر من مئتي شهيد في صفوف حزب الله منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، ثمّ أحداث السويداء السورية وانتشار مسلّحين متطرفين من الشيشان وأفغانستان وجنسيات أخرى على طول حدود المناطق السورية، ذات التماس مع شيعة لبنان وحزب الله وبيئته الحاضنة بقاعاً وشمالاً، وهنا يمكن القول إن حزب الله قد استغل هذه الثغرة ليلعب على الوتر الداخلي، فشهدنا بعض التراجع المحلي في الموقف من تسليم سلاحه، لأن الخائفين في لبنان تخطوا الشيعة حالياً.
ويرى خبير عسكري "أن حزب الله لن يسلّم سلاحه انطلاقاً من مواقف الرؤساء الثلاثة ولبنان الرسمي المطالب بالحصول على ضمانات، تؤكد إنسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، ووقف الإعتداءات اليومية وملاحقة عناصر حزب الله، ويصف الخبير هذا الموقف بالمهم، في مقابل تهرّب الموفد الأميركي من تحمّل أي مسؤولية تجاه إسرائيل، فهو كلما حُشر بطلب الضمانات يقول إنه وسيط، في حين أنه يتحكّم بالملفين اللبناني والسوري بالإضافة إلى الملف التركي، ما يعني أن الأميركي موافق على ما تقوم به إسرائيل في سوريا.
أما ماذا يمكن للسلطة اللبنانية أن تفعل؟ فيقول الخبير إن أمامها ثلاثة حلول.
أولاً: الحفاظ على وحدة الموقف الرافض للحرب الأهلية في مقابل نزع سلاح الحزب.
ثانياً: خشية تمسّك حزب الله بسلاحه حتى لو حصل على ضمانات أميركية-إسرائيلية، بسبب التمدد العشائري السني على الحدود السورية وما شهدته السويداء من صراع دموي طائفي، على السلطة اللبنانية التواصل المباشر مع نظام الرئيس أحمد الشرع، لتوفير حماية حدودية حقيقية من جهة، وانتزاع اعتراف سوري رسمي بعدم التدخّل في الشؤون اللبنانية من جهة ثانية، على أن تبحث الحكومة اللبنانية في المطالب السورية لا سيما قضية السجناء السوريين في لبنان.
ثالثاً: على لبنان الرسمي أن يتواصل مع إيران بشكل رسمي، أي الطرف الذي سلّح حزب الله، والقول له إن لبنان لن يقبل بعد اليوم أي سلاح خارج إطار الدولة، وعليكم إما سحب هذا السلاح الذي انتفت مهمته بعد التفوق التكنولوجي الإسرائيلي الذي هدد إيران، وإما إقناع الحزب بتسليمه للجيش اللبناني.
وتبعاً للخبير العسكري يكون لبنان قد تلافى حرباً أهلية جديدة، وأنهى الخطر الذي يتلطّى خلفه حزب الله منطلقاً مما حصل مع العلويين والدروز في سوريا، وعدم وجود موانع للتعامل مع إيران من دولة إلى دولة، وإبلاغها بأننا قد اتخذنا قرارنا بحصرية السلاح".
جاكلين بولس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|