الصحافة

سلاح "حزب الله" و"الحرب الأهليّة"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مساء الأربعاء، أصدر "حزب الله" بياناً نفى فيه المعلومات التي نشرتها قناتا "الحدث" و"العربية"، صباح اليوم نفسه، حيث أشارتا إلى أنّ الحزب أوصل إلى المسؤولين اللبنانيين عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري تحذيراً شديد اللهجة، ضد أي تعهد بتسليم السلاح، لأنّه مستعد للصدام العسكري، إذا أقدمت السلطة على ذلك.


تتباين الآراء حول أي من الخبرين صحيح، لكنّ الواضح أنّ أطرافاً أخرى معنية بمعلومات الوسيلتين السعوديتين "حيّدت" نفسها، كحال الرؤساء الثلاثة، ولكنّ كل ذلك مجرد تفاصيل، لأنّ الأهم هو "جوهر المسألة"، أي هل يمكن أن يذهب "حزب الله" الى صدام دفاعاً عن سلاحه؟ في الواقع، هذا ما يمكن للمراقبين استشرافه، سواء من مواقف سابقة عدة أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون، أو من أقوال منسوبة له ولغيره من السياسيين في اللقاءات الخاصة، وسبق للمبعوث الأميركي توم براك، الناشط في ملف سحب سلاح "حزب الله"، أن فعل.

الجميع يؤكدون أنّ التوجه، من دون رضا "حزب الله"، إلى سحب السلاح، سوف يوقع البلاد في صدام داخلي خطر، ولذلك يكرر رئيس الجمهورية الحاجة إلى مواصلة الحوار مع الحزب، من أجل تمكين الدولة من احتكار السلاح.

وهذا يعني أنّ "حزب الله" يهدد السلطة اللبنانية، بالفعل، بالدفاع عن سلاحه شمال نهر الليطاني، بالسلاح، الأمر الذي يفقد نفي الحزب لمعلومات القناتين السعوديّتين كل قيمة.

ولم يعد سراً أنّ توم برّاك يخيّر لبنان بين سحب سلاح "حزب الله" أو البقاء في الفقر والفوضى والدمار وتحت القصف والقتل ومخاطر تجديد الحرب.

والأدهى من ذلك، أنّ براك يغسل يديه من مغبة ما سوف يحصل للبنان إذا لم يُسحب سلاح الحزب، إذ إنّ المبادرة، وفق ما يؤكده ويكرره، تبقى بيد إسرائيل التي قال إنها هي الجهة التي تحدد المهل، وهي وفق معلوماته، "قصيرة".



بطبيعة الحال، أعطت أحداث السويداء السورية "حزب الله" دفعاً تبريرياً للتمسك بسلاحه، شمال نهر الليطاني، وهو، في الأساس، كان يستعمل العامل السوري للحديث عن حاجته إلى هذا السلاح، ولكنّ هذا الدفع "قصير النفس"، ليس لأنّ براك ينفي وجود أي خطر من سوريا على لبنان، فقط، بل لأنّ التسويات الحاصلة في ملف السويداء، بعد تلك التي فُرضت في ملف "الساحل السوري"، تظهر أيضاً أنّ المخاوف أكبر بكثير من الواقع، خصوصاً مع وجود القوات المسلحة اللبنانية الملتزمة بحماية جميع اللبنانيين، إلى أي جهة انتموا. هذه القوات التي تحظى بدعم معنوي كبير من الداخل أولاً ومن كل الخارج، ثانياً.

إذاً، هذا الدفع الذي يأخذه "حزب الله" من التطورات السورية للدفاع عن سلاحه، سرعان ما سوف تنتهي صلاحيته، لأّنّ العوامل الواقعية ستكون هي الأقوى على كل المستويات، فـ"حزب الله" يعاني "حالة اختناق"، مع انقطاع "الأوكسيجين" عنه، بفعل التغييرات الكبرى على مستوى الموقع الجيو-سياسي في المنطقة، كما يواجه بيئة تعاني الأمرّين، بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية عليها التي تستنزف شبابها، بحيث قُتل منهم، منذ 27 تشرين الثاني ، تاريخ وقف إطلاق النار المتفق عليه بين لبنان وإسرائيل، أكثر من ثلاثمئة شخص وجرح حوالي ستمئة آخرين.

ولا تقتصر الأمور عند الضحايا، بل تمتد إلى مواصلة التهجير من مناطق عدة في جنوب لبنان والنزوح من الضاحية الجنوبية في بيروت.

وليس نافلاً أنّ الضغوط الوطنية التي يتعرض لها "حزب الله" شاملة، فهو، حتى بالنسبة لمن لا يعادونه، يشكل عائقاً أمام معافاة لبنان، وتزخيم علاقاته العربية والدولية.



ولذلك، لا يملك "حزب الله"، والحالة كذلك، سوى تضخيم المخاوف الوجودية، حتى يُنسي اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً، الخسائر المتراكمة الناجمة عن تمسكه بسلاح ثبت بالوجه القاطع أنّه، بالمقارنة مع التطور المذهل في الترسانة الإسرائيلية، لا يجلب سوى الويل والثبور وعظائم الأمور.

المصدر: النهار
الكاتب: فارس خشان

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا