الاقتتال الديني الكبير... متجذّر في جينات شعوب المنطقة فهل من مجال للعَلْمَنَة؟؟؟...

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
أما حان وقت العَلْمَنَة في بلدان الشرق الأوسط عموماً، بعد كل هذا الكمّ الهائل من الحروب والعمليات الأمنية المختلفة؟
"عا الهوية"...
ففي عام 2025، وفي عصر التكنولوجيا فائقة التطور، لا تزال بعض أقاليم العالم، لا سيما في منطقتنا، تشهد مجازر وأعمال خطف وتصفيات وترحيل أو انتقال اختياري من مكان الى آخر... "عا الهوية"، أي تبعاً لأسباب طائفية ومذهبية... وهو ما يُعيق الإقلاع ببلدان الشرق الاوسط، وبمشاريعها الموعودة. وأمام هذا الواقع، أما حان الوقت للعَلْمَنَة؟
اقتتال ديني
قد يعتقد البعض أن تاريخ الحروب الأوروبية، وانتقال أوروبا من أزمنة الاقتتال الذي جرى العديد منه بخلفيات دينية، الى زمن الدول العلمانية، هو وحده كفيل بأن يشكل مثالاً يُحتذى به في منطقتنا. فهل هذا ممكن؟ وهل تنجح شعوب وبلدان الشرق الأوسط بالتعايُش مع علمنة مقبولة، لإبعاد شبح الحروب عنها بشكل مُستدام؟ وما هي المدة الزمنية المُحتَمَلَة لهذا النجاح، قبل العودة الى الاقتتال الديني الكبير، والذي يبدو أنه متجذّر في جينات معظم شعوب الشرق الأوسط؟
مدنية...
أكد مصدر خبير في شؤون الشرق الأوسط أن "العلمنة هي طرح قديم، في لبنان خصوصاً، وقد اجتذب الكثير من الحركات والتحركات السياسية بشأنه".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لبنان مثلاً، ورغم التعدّد الطائفي والمذهبي الموجود فيه، ورغم الحكم القائم على التمثيل الطائفي في مجلس النواب والرئاسات والمؤسسات، إلا أنه (لبنان) دولة مدنية لا يعتمد ديناً للدولة. كما أن هناك ميلاً عاماً لإبقاء الصبغة الأساسية للدولة اللبنانية مدنية".
تعديل دستوري؟
وأشار المصدر الى "وجود فوارق بين المدنية والعلمنة. ولكن العلمنة استغرقت مئات السنوات من الحروب وإراقة الدماء في أوروبا حتى وصلوا إليها. ومن أبرز الأمثلة ضمن هذا الإطار، فرنسا تحديداً التي لم تصبح دولة علمانية إلا بعد ثورة سقط فيها الكثير من الدم. وأما في لبنان، فعلى الأرجح أن الأحزاب اللبنانية بالوضع الذي هي فيه، لن ترغب بالعلمنة التامة للدولة فيه، لأن أكثريتها (الأحزاب اللبنانية) طائفية. وأمام هذا الواقع، لا طريق للعلمنة في لبنان إلا بتعديل دستوري، أو بتعديل قوانين، أو بالممارسة. وهذا كلّه لن يكون متاحاً بسهولة".
مسألة صعبة
ورأى المصدر أن "دول المنطقة تتّجه نحو تفتيت مبني على العصب الطائفي، بدلاً من العلمنة. ففي العراق مثلاً، جُعِلَت البلاد هناك فيديرالية بعد إسقاط نظام (الرئيس الراحل) صدام حسين. وقد قُسِّمَت الفيديرالية العراقية بين السُنّة والشيعة والأكراد، أي انها جُعِلَت فيديرالية متناسقة مع الواقع الطائفي الموجود في العراق، فأخذ السُنّة منطقتهم، ومثلهم الشيعة والأكراد الذين أخذوا مناطقهم أيضاً. ولكن رغم ذلك، لم تنجح الفيديرالية العراقية، بدليل أن الأوضاع العراقية لم تستقرّ تماماً حتى الساعة".
وختم:"إذا كانت الفيديرالية الطائفية غير مرشّحة للنجاح في الشرق الأوسط، فهذا يصعّب الأمور بالنّسبة الى أي إطار آخر، حتى ولو كان لامركزياً مثلاً. وبالتالي، تصبح الاحتمالات أكثر صعوبة بشأن العلمنة في مناطق طائفية الى هذه الدرجة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|