برّاك في المهمة الأخيرة... و"الحزب" انتصر؟

وضعت الولايات المتحدة الأميركية عبر موفدها توم برّاك لبنان أمام الفرصة الأخيرة. لكّن الأجواء التي رافقت لقاءاته في اليوم الأوّل من زيارته وُصفت بغير المريحة، وما رشح يؤكّد التفاوت بين موقف الدولة اللبنانية بسحب السلاح ومراوغة "حزب الله" في محاولة منه لتحصيل مكاسب.
من الشكل إلى المواقف، حملت زيارة برّاك الكثير من التأويلات والقراءات والاستنتاجات. تكلّم الموفد الأميركي بكثير من الدبلوماسية، ورأى المحلّل السياسي والصحافي وجدي العريضي في كلامه "رسائل بالجملة والمفرّق أكان للبنان الرسمي أم لـ"حزب الله"، وعلى المعنيين أن يتلقفوا هذه الرسائل".
كان واضحًا كلام برّاك لناحية مسؤولية الدولة اللبنانية بسحب سلاح "حزب الله" الذي تُصنّفه الولايات المتحدة بالإرهابي وأنّ واشنطن لن تُرغم إسرائيل على القيام بأي شيء. وهنا توقّف العريضي، في حديث لموقع mtv، معتبرًا أنّ "كلام برّاك أدرجه البعض في خانة الضغط على الدولة رغم اطّلاع واشنطن على أجواء الحوار الذي يجريه رئيس الجمهورية مع "حزب الله" وما يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وهنا المفصل الأساسي بتأخّر اللقاء بين برّاك وبرّي إلى اليوم ليحصل على جواب من الحزب".
وعن سبب مناورة "حزب الله" وإطالة موعد اللقاء بين الرجلين في عين التينة إلى اليوم التالي من لقائه رئيسي الجمهورية والحكومة، أشار العريضي إلى أنّ "ذلك يعود إلى رغبة "حزب الله" في الحصول على نتيجة بوقف إطلاق النار لأسبوعين أو أكثر ومن ثمّ انسحاب إسرائيل من بعض النقاط التي احتلتها ليقول الحزب إنّه انتصر في مفاوضاته وسلّم سلاحه بعدما أملى شروطه على إسرائيل"، مضيفًا: "هذا ما يريده "الحزب" لإعادة الثقة مع بيئته الحاضنة خصوصًا أنّ مسيرة إعادة الإعمار لم تنطلق ولن تنطلق قبل تسليم السلاح".
غادر برّاك عين التينة من دون الإدلاء بتصريح والتقطت عدسات الكاميرات ردًّا سريعًا منه على أسئلة الصحافيين حول أجواء اللقاء مع برّي، فأجاب: "كان جيّدًا، كل شيء يتقدّم ويجب أن تتحلوا بالأمل، والهدف الوصول إلى الاستقرار في المنطقة".
رغم كلّ هذا الكلام لا يزال الغموض سيّد الموقف، وما دار بين برّي وبرّاك وحقيقة المواقف لم تخرج إلى العلن خصوصًا في ما يتعلّق بموقف "حزب الله". ويلفت العريضي إلى أنّ "ما قاله برّاك بعد لقائه برّي إنّما يصبّ في إطار كلّ المواقف التي سبق وأطلقها بمعنى استعمال الديبلوماسية للتأكيد على الإيجابيات، وسيتبيّن في الأيّام المقبلة ما إذا كان "حزب الله" أعطى جوابًا واضحًا حول تسليم سلاحه".
يختصر العريضي زيارة برّاك بعنوان "الديبلوماسية والتحذيرات"، مردفًا: "لم تحقق الزيارة أي من النتائج التي يصبو إليها اللبنانيون، فلا معطيات باقتراب توقيع اتفاق بتسليم "حزب الله" سلاحه كونه قد يتعذّر بما يحصل في سوريا ووجود إرهابيين للإبقاء على سلاحه لكن أوساط واشنطن أكّدت في هذا الإطار فصل الملف اللبناني عمّا يحصل في سوريا".
تنحصر مهمة صديق الرئيس الأميركي، توم برّاك، في ملف السلاح التي قد تكون الأخيرة له قبل ابتعاده عن المشهد. إلى ذلك يهتمّ ترامب بالملف اللبناني شخصيًّا وموقف الإدارة الأميركية واضح، وكلّ المعطيات حتى الساعة تؤكّد المؤكّد: لبنان في موقف صعب ومعقّد.
مريم حرب
خاص موقع Mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|