أصبحت شابة جميلة.. ابنة مايا دياب حديث السوشيل ميديا شاهدوا كم كبرت (فيديو)
نتنياهو وسياسة قصّ الرّؤوس: استباحة الشّرق برمّته
لا يندرج الهجوم الإسرائيلي على مجمّع سكنيّ في الدوحة عاصمة قطر بهدف تصفية قادة “حماس”، في إطار انتهاك سيادة قطر وتعارضه مع أحكام ميثاق الأمم المتّحدة والقانون الدولي فقط، بل هو تحوُّل جيوسياسي كبير في العلاقات الإسرائيلية – القطريّة المعقّدة، والدور الذي لعبته الدوحة في المفاوضات من أجل إطلاق الرهائن ووقف الحرب على غزّة. إنّه أيضاً تغيير كبير في قواعد اللعبة المرسومة والخطوط الحمر التي تشكّل الحصانة السياسيّة التي تتمتّع بها دول مجلس التعاون الخليجي.
ماذا يعني أن تهاجم إسرائيل دولةً عضواً في مجلس التعاون الخليجي وشريكاً استراتيجيّاً للولايات المتّحدة الأميركية؟ ماذا يعني الهجوم على دولة لطالما استقبلت الوفود الأمنيّة الإسرائيلية في المفاوضات ووفّرت لهم الحماية الأمنيّة المطلوبة؟ بغضّ النظر عن أهداف الهجوم المباشرة لتصفية قادة “حماس”، هل هذا الهجوم يُخفي وراءه الانتقام من دور قطر وعلاقاتها المميّزة مع “الحركة” ومن رعايتها السابقة لحكمها في غزّة التي كان رئيس الحكومة الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو يباركها وعلى علم بتفاصيلها كافّة؟
هل يخفي الهجوم الروح الانتقامية لنتنياهو من نتائج زيارة دونالد ترامب الأخيرة للخليج التي شملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتّحدة؟ ما هي تداعيات هذه العمليّة على الورقة الأميركيّة لاستعادة الرهائن وعلى دور قطر المستقبليّ في المفاوضات؟ هل تتخلّى قطر عن دورها في الوساطة القائمة وتعزّز من دعمها لحركة حماس؟
ما هي التداعيات على مستقبل النظرة الخليجية لدور إسرائيل في المنطقة بعدما حطّمت كلّ الخطوط الحمر وخرقت الحصانة السياسية لدول الخليج؟ هل اقتنعت دول الخليج وفي مقدَّمها المملكة العربية السعودية بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعطِ الضوء الأخضر لنتنياهو لتصفية قادة “حماس” في الدوحة؟
ماذا يعني أن يتعهّد ترامب إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بعدم تكرار هذا السيناريو، في الوقت الذي يعلن فيه نتنياهو تمسّكه بسياسة استهداف قادة “حماس” في الخارج وإسقاط الحصانة السياسية عنهم في أيّ مكان أقاموا فيه؟
نقطة تحوُّل في العلاقات القطريّة الإسرائيليّة
إذا كان من المبكر جدّاً الإجابة عن كلّ هذه الأسئلة، فإنّ المعطى الواضح حتّى الآن هو أنّ العمليّة الجويّة التي استهدفت قادة “حماس” في الدوحة شكّلت نقطة تحوُّل كبيرة في العلاقات القطرية – الإسرائيلية. ويبدو أنّ العملية هذه تعبّر عن أزمة ثقة قائمة بين البلدين وعن قرار إسرائيليّ بمواجهة الدور القطريّ في المفاوضات، إذ تركّز قطر ومعها دول الخليج كافّة على أهميّة وقف الحرب في غزّة، وهذا يتناقض مع خطط نتنياهو لاستمرار الحرب وتهجير فلسطينيّي غزّة.
تعبّر أيضاً عن انتقال إسرائيل إلى سياسة تغيير قواعد اللعبة في مواجهة قادة “حماس”، إذ تفتتح القرارات المتّخذة بشأن تصفيتهم مرحلة جديدة من الصراع المرتبط بالقضيّة الفلسطينية. يريد نتنياهو من خلال هذه المرحلة تصفية جميع القادة الفلسطينيّين الذين قد يشكّلون في المستقبل مفاوضين محتملين لقيام دولة فلسطينية، في الوقت الذي يقوم فيه بمحاصرة السلطة الفلسطينية وإذلالها وجعلها على حافة الانهيار.
تهدف إسرائيل من خلال سياسة التصفية الجسديّة للقادة العسكريّين والسياسيّين المرتبطين بالمحور الإيراني منذ أيلول الماضي إلى فرض الاستسلام لشروطها على كلّ المحاور من غزّة إلى لبنان ووصولاً إلى الحوثيّين الذين تمّت تصفية رئيس وزرائهم، بالإضافة إلى أحد عشر وزيراً في الحكومة اليمنيّة الانفصاليّة.
إسرائيل تعمّم نهج “قصّ قمم” القيادات المعادية
كذّبت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات نتنياهو بأنّ استهداف قادة “حماس” في الدوحة جاء ردّاً على عمليّة القدس. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير قد هدّد قبل أيّام بتصفية قادة “حماس” في الخارج بعدما تمكّنت إسرائيل من تصفية معظم القادة في غزّة بحسب قوله.
لتأكيد هذا النهج الجديد نشر معهد مسغاف للأمن القوميّ والاستراتيجية الصهيونية قبل عمليّة الدوحة بأيّام مقالاً لمئير بن شابات بعنوان: “بعد الاغتيالات في إيران ولبنان واليمن، جاء دور قيادات “حماس” في الخارج”.
جاء في المقال: “تتجاوز إسرائيل في هذه الحرب ما كانوا يعتبرونه “خطوطاً حمراً” في سياستها. ولدهشتهم وخيبتهم، لا يتعلّق الأمر بانحراف عابر أو بحالات استثنائية، بل إنّ أسلوب “قصّ قمم” قيادات العدوّ يترسّخ أمام أعينهم ويصبح نهجاً ثابتاً للعمل”.
أضاف كاتب المقال: “بعدما دُحضت الافتراضات السابقة لأعدائنا بشأن قدرة إسرائيل على خوض حرب طويلة، أو متعدّدة الجبهات، باتت إسرائيل تتحدّى أيضاً في عمليّاتها ما كان “قواعد اللعبة”، في نظرهم. إنّ الانتماء إلى فئة “المستوى السياسي” لم يعد يمنح الحصانة، وكذلك المنصب أو الرتبة أو الاندماج وسط جمهور واسع، ولم تعُد العمليّات تنفَّذ بملفّ منخفض، أو بلا بصمة، بل إنّ إسرائيل تقف علناً، وتهدّد، وتنفّذ، ويدها ما تزال ممدودة”.
جاء أيضاً في المقال: “في أيّ حال من الأحوال، يجب أن لا يثير ذلك شكوكاً في النهج الذي اختارته إسرائيل، بل بالعكس، فهذا هو الخطّ الذي يجب أن يميّز سياستها في الساحات الأخرى التي تواجه فيها التحدّيات، وفي مقدَّمها قيادة “حماس” في الخارج”.
ختم الكاتب مقالته بالقول: “نظراً إلى الدور المركزي الذي تؤدّيه هذه القيادة، وإلى تورُّطها في الجهود لجرّ إسرائيل إلى حرب إقليمية متعدّدة الجبهات، لا يمكن لإسرائيل أن تتركها. في كلّ الأحوال، إنّ استمرار وجود هذه القيادة سيضع علامة استفهام على جدوى الإنجاز الإسرائيليّ في المواجهة مع “حماس”.
لا تراجع
يبدو أنّ القرار الإسرائيلي المتّخذ “بقصّ قمم القيادات” لا تراجع عنه في ضوء تصريحات نتنياهو وتأكيده الاستمرار في تصفية قادة “حماس” في الخارج. وبغضّ النظر عن نتائج الهجوم على الدوحة، علماً أنّ التفاؤل الإسرائيلي بنجاحها قد تراجع، فإنّ الاسئلة ذات الطابع الجيوسياسي ستتركّز من الآن وصاعداً على مستوى الدور القطري في المفاوضات وعلى تداعيات استهداف الدوحة على العلاقات الأميركية الخليجيّة.
ليحصل لولا هذا التماهي القائم بين ترامب ونتنياهو، لا سيما في ما يتعلّق بمستقبل القضيّة الفلسطينية وتفوّق إسرائيل في المنطقة.
وليد صافي -اساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|