الصحافة

الحزب بعد نزع السلاح… “فرقة كشافة”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ينطبق وصف “الفهم الخاطئ” على “الحزب” وأمينه العام الشيخ نعيم قاسم. وذهب الأخير بعيدًا في السير عكس كل الأفكار التي طرحها توم باراك في إطلالته الأولى في لبنان في 19 حزيران الماضي، حين قال وللمرة الأولى في تاريخ الدبلوماسية الأميركية أن الطريق معبّدة أمام الحزب كي يمارس “العمل السياسي” في لبنان. لكنّ قاسم أخذ من كلام باراك فكرة حرية عمل الحزب وتجاهل كلمة “السياسي” لهذا العمل.

كتب أحمد عياش لـ”هنا لبنان”:

يستعدّ لبنان، بدءًا من اليوم، لمحادثات يجريها الموفد الرئاسي الأميركي توم باراك، الذي وصل أمس إلى بيروت، وهي الثالثة للأخير منذ تسلّمه المسؤوليات من الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس في حزيران الماضي.

وتجمّعت في الأيام الأخيرة معطيات تفيد “بأن الثالثة ستكون ثابتة” في مهمة باراك، الذي واجه تحدّيات في الملفين اللبناني والسوري في وقت واحد. وبلغت هذه التحديات ذروتها في أحداث السويداء السورية العاصفة. كما بلغت هذه التحديات ذروةً مماثلةً، ولكن سياسيًا، في المواقف التي أدلى بها موفد الرئيس الأميركي حول مستقبل لبنان، في حال لم يتمّ إنهاء ملف سلاح “حزب الله”، ما يجعله متروكًا لمصيره بين إسرائيل وإيران وبينهما بلاد الشام.

في أي حال، انطوت هذه التحديات في الملفين السوري واللبناني على دروسٍ تتصل بطريقة التعامل مع نهج باراك، الذي يمتاز ببراغماتية الغرب مع نكهة من الشرق، الذي تعود جذور موفد الرئيس دونالد ترامب إليه، وتحديدًا زحلة، التي لها أن تتباهى، ومعها لبنان، بأن أحد أبناء المهاجرين منها وصل إلى هذا الموقع المهم في الدبلوماسية الأميركية.

وكيف لا، والعالم يتابع خطوات توم باراك على رقعةٍ جغرافيةٍ هي الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط، والتي تشمل تركيا، حيث يحتل باراك منصب السفير الأميركي فيها، إضافة إلى سوريا ولبنان، حيث يحمل باراك صفة الموفد الرئاسي الأميركي إلى كلّ منهما، ما يعني ذلك أيضًا الاتصال المباشر بإسرائيل التي تقع في قلب أزمات المنطقة.

في الأيام الأخيرة، تعلّم النظام الجديد في سوريا أنّ انفتاح باراك الذي مارسه ولا يزال على دمشق والودّ الذي نشأ بينه وبين الرئيس أحمد الشرع لا يعني القفز فوق حقائق استراتيجية، كما حصل في أحداث السويداء.

ففي تقرير نشرته “رويترز” السبت الماضي حول أسباب ما جرى في السويداء، جاء أن “الفهم الخاطئ” من نظام الشرع “استند إلى تصريحات علنية وخاصة من المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، الذي سبق أن دعا إلى أن تُدار سوريا كدولةٍ موحدةٍ من دون مناطق حكم ذاتي، سواء للدروز أو الأكراد أو العلويين”. وتبيّن أن هناك شروطًا لتتحقّق إدارة سوريا الجديدة كدولةٍ موحدةٍ لم تلبَّ في التحرك الأمني الأخير لدمشق.

ينطبق وصف “الفهم الخاطئ” على “حزب الله” وأمينه العام الشيخ نعيم قاسم أيضًا. وذهب الأخير بعيدًا في السير عكس كل الأفكار التي طرحها توم باراك في إطلالته الأولى في لبنان في 19 حزيران الماضي، حين قال وللمرة الأولى في تاريخ الدبلوماسية الأميركية أن الطريق معبّدة أمام الحزب كي يمارس العمل السياسي في لبنان. لكنّ قاسم أخذ من كلام باراك فكرة حرية عمل الحزب وتجاهل كلمة “السياسي” لهذا العمل. ووصل الأمر بقاسم حدّ الإعلان الجمعة الماضي أن “حزب الله” سيتمسّك بسلاحه الآن أكثر من أي وقت مضى، استنادًا لما حصل في السويداء، ظنًّا من قاسم أن سوريا ذاهبة إلى التقسيم.

يوجد فارق يتعيّن على “حزب الله” وأمينه العام أن يستعدّ من الآن فصاعدًا للتعامل معه، ألا وهو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه الحزب، في 27 تشرين الثاني 2024، أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، هو شيء من فوق أطلال الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو أيضًا شيء آخر من أروقة الاجتماعات التي ستنطلق اليوم بين باراك والمسؤولين في بعبدا والسراي وعين التينة.

وبدأت الدوائر الرسمية تحضّر الرأي العام لحقيقة ما ورد في هذا الاتفاق، ألا وهو أنه لا وجود على الإطلاق لنصٍّ يمنح “حزب الله” حق الاحتفاظ بسلاحه.

وكان لافتًا أن رئيس الحكومة نواف سلام، خلال إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أخرج نصّ اتفاق وقف النار المبرم في تشرين الثاني الماضي، لكي يقرأ من النصّ الوارد باللغة العربية لهذا الاتفاق العبارة الآتية: “القوات الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في لبنان هي القوات المسلحة اللبنانية (LAF) وقوى الأمن الداخلي والمديرية العام للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة والجمارك اللبنانية والشرطة البلدية”. وأردف سلام قائلًا على سبيل المزاح: “لا ذكر حتى للكشاف بحمل السلاح”.

راعى رئيس الحكومة، كما فعل دومًا، اللياقات في مخاطبة “حزب الله”، فلم يُشر إلى أن من ينطبق على الكشاف خارج اتفاق وقف إطلاق النار ينطبق أيضًا على الحزب. فهل تلقّى “حزب الله” الرسالة جيدًا من سلام بعدما أساء كثيرًا إلى الرسالة التي تلقّاها سابقًا من توم باراك؟.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا