"ساعدوني بابا وماما عم يموتوا"... تسجيل صوتي مؤثّر لطفلة ناجية من غارة قبريخا
جوزيف أبو فاضل : الدولة تخشى تفجير الوضع مع “حزب الله”

رأى الكاتب والمحلل السياسي والمحامي جوزيف أبو فاضل، في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، أن “زيارة الموفد الأميركي توماس باراك إلى لبنان واجتماعه مع الرؤساء الثلاثة، حملت رسائل مباشرة وحاسمة تتعلق بملف السلاح غير الشرعي”، موضحًا أنّ “باراك لم يطالب فقط بأن يكون السلاح تحت إشراف الدولة، بل دعا إلى آليةٍ واضحةٍ لتسليم هذا السلاح، وهو ما واجه التباسًا في موقف الدولة اللبنانية، خصوصًا حول المهلة الزمنية لتنفيذ هذا التسليم”.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ “باراك، الذي يُعرف بكونه دبلوماسيًا محنّكًا، أظهر ابتسامةً دبلوماسيةً في بيروت، لكنّه قال كلامًا شديد اللهجة في واشنطن حين حذّر من أن “لبنان قد ينضم إلى بلاد الشام إذا لم يتغيّر الوضع”، وهو تلميح خطير إلى تفكّك الدولة في حال استمرّ السلاح خارج إطارها، والعودة إلى أيام المتصرّفية”.
وأوضح أبو فاضل أنه “لا حوارًا جديًا بين السلطة اللبنانية و”حزب الله” وبالتالي لم يتم التوصّل إلى آليةٍ واضحةٍ لتسليم السلاح، وبناء الدولة، وتنفيذ القرارات الدولية، وكذلك الاتفاق مع إسرائيل. من جهةٍ أخرى، يتمسّك “حزب الله” بشروطٍ مقابلةٍ، أبرزها انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلّها في الجنوب، وتقديم ضماناتٍ جديةٍ للمساعدات وإعادة الإعمار”. وهذه شروط، بحسب أبو فاضل، يصعب على باراك تنفيذها من دون موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أدّى إلى تأخر الردّ اللبناني الرسمي على الطرح الأميركي.
واعتبر أن “حزب الله” لن يسلّم سلاحه، و”هو ما عبّر عنه بوضوح كلّ من فيصل شكر والشيخ نعيم قاسم، وحتّى نواب الحزب في البرلمان، الذين اعتبروا السلاح “ضمانةً للبنان” ولقوة الطائفة”، مشيرًا إلى أن “الحزب يستحضر تجربة “القوات اللبنانية” بعد تسليمها السلاح وما آل إليه وضع المسيحيين، وكذلك تجربة العلويين في الساحل السوري الذين سُلِبوا قوتهم بعد تسوية الرئيس السوري أحمد الشرع”.
ولفت أبو فاضل إلى أن “الحزب يعوّل أيضًا على المفاوضات الأميركية – الإيرانية”، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال صراحة: “لست على عجلةٍ من أمري للجلوس إلى طاولة المفاوضات”. وفي حال عادت هذه المفاوضات وتمّ إدراج ملف “حزب الله” على الطاولة، فقد يُحلّ موضوع السلاح، أمّا إن لم يُطرح، فالوضع سيبقى كما هو عليه”.
وشدّد أبو فاضل على أن “لا أحد في الداخل اللبناني مستعدٌ للذهاب إلى مواجهة مع “حزب الله” من أجل نزع السلاح، لأن أي تحرّك بالقوة في الجنوب أو الضاحية أو البقاع قد يشعل حربًا أهليةً، وهذا ما لا يريده أحد”.
وأضاف أنّ “رئيس الحكومة نوّاف سلام يبدو حريصًا جدًا على بقاء السلاح مع “حزب الله” في هذه المرحلة، فالدولة تتجنّب تفجير الوضع الداخلي، وهو لم يطرح ملف السلاح على طاولة مجلس الوزراء حتى لا يؤدّي إلى انقسامات أو استقالات”.
فالحكومة، بحسب أبو فاضل، “تدرك أن أي صدام مع الحزب سوف يتوسّع إلى حركة أمل وإلى الإخوة الشيعة جميعًا ويتحوّل إلى حربٍ أهليةٍ لا نعلم نتائجها وكيف يمكن أن تنتهي، ولذلك التريّث في هذا الأمر قد يؤذينا على الصعيد الأميركي – الإسرائيلي، أو أن يُعجّل بعمليات إسرائيلية على لبنان، أو قد يتسبّب في عزل لبنان دوليًا، من خلال مقاطعة المصارف والمطارات وربّما فرض عقوبات جديدة”.
وتابع أبو فاضل: “عندما كان الوضع خطيرًا وكانت البلاد في حالة حرب، فوّض الشيخ نعيم قاسم الرئيس نبيه بري بقيادة الحوار، واصفًا إيّاه بـ”الأخ الأكبر”. أمّا اليوم، فلم يعد بري في هذا الموقع، بعدما استعاد “حزب الله” أنفاسه، وبدأ إعادة تنظيم صفوفه، على الرَّغم من التراجع المالي نتيجة إقفال العديد من قنوات تمويله، ووضعه تحت الرقابة المشدّدة. ومع ذلك، لا يزال الحزب يمتلك مصادره وموارده الخاصة”.
وأشار إلى أن “المشهد بالغ الدقة، إذ إنّ أي ردّ لبناني رسمي يُفيد بعدم القدرة على تسلّم سلاح “حزب الله” – كونه يُمثل طائفةً كبرى في البلاد – قد يدفع نحو توتّراتٍ خطيرةٍ تصل إلى حدّ الحرب الأهلية. عندها، يُتوقع أن يُترك الوضع يتفاعل ضمن الساحة اللبنانية الداخلية، في ظلّ مراقبة الخارج”.
ولفت إلى أن “حزب الله” يعتبر أن الضربات التي تلقّاها مؤخرًا تُضعف إمكانيّة تسليمه سلاحه إلى الدولة، لأنّه ببساطة لا يرى في الدولة جهةً قادرةً على حمايته. في المقابل، فإنّ إيران لا تزال متمسكةً بالحزب ولن تتخلّى عنه بهذه السهولة، فهي معنيّة بالإبقاء على نفوذها وأذرعها في المنطقة”.
وأنهى أبو فاضل بالتحذير من أن “لبنان أمام مشهد بالغ الحساسيّة والدقّة، فالأمور ليست سهلةً على الإطلاق. وإذا ما تجاوز لبنان مهلة الستين يومًا الممنوحة له، أي حتى 15 أيلول، من دون تقديم ردٍّ واضحٍ أو تسليم الورقة المطلوبة، فإنّ ذلك سيؤدّي على الأرجح إلى توترٍ كبيرٍ وتصعيدٍ من الجانب الإسرائيلي، خصوصًا بعد أن تبيّن أنه لا يوجد توازن للرعب”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|