الصحافة

لبنان حاكم أو محكوم عليه

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعيش لبنان على صفيح متحرك من عدم الاستقرار والصراع الوجودي الدائم كأن قدره أن يظل أبناؤه يتقاتلون في ما بينهم وأن يبقى مُلَزَّمًا لإحدى الدول المجاورة أو الإقليمية برعاية دولية، كأن لديه مرضًا يمنعه من بلوغ سن الرشد ليكون حرًا سيدًا مستقلًا.

إن مسألة سلاح "حزب الله" ليست فقط موضوعَ نزعه من يد منظمة مسلحة، في الحقيقة أصبح الموضوع يتخطى ذلك بكثير لا سيما مع بروز الدور المحوري الذي تلعبه سوريا اليوم مع الرئيس أحمد الشارع برعاية سعودية مباشرة.


بمعنى آخر سوريا السنية اليوم قد يعطى لها إدارة الشأن اللبناني من جديد، لأن لا أحد يرغب أو لديه الوقت لحل مشاكل لا يريد أبناء الوطن الواحد حلها. فالبعض لديه نظرة وطنية سيادية ترغب ببناء دولة قادرة قوية تكون في صلب لعبة القرار الدولي والإقليمي، والبعض الآخر لديه نظرة عقائدية دينية إقليمية تربط مصيرها وقراراتها بتلك المصلحة دون الأخذ بالاعتبار ارتداد تلك القرارات على الداخل اللبناني والتغيرات التي تحدث في المنطقة. كيف لا ولبنان بالنسبة لها لا يتعدى كونه ولاية لا دولة نهائية ذات كيان مستقل.


وما يعزز هذه النظرة ما قاله بالأمس توم براك "إن لبنان قد يواجه تهديدًا وجوديًا إذا لم يحل مسألة سلاح "حزب الله". وأردف أن سوريا تظهر بقوة وسرعة وإذا لم يتحرك لبنان فسيعود ليصبح بلاد الشام من جديد مستخدمًا الاسم التاريخي لمنطقة سوريا الكبرى".

على الرغم من وقوع براك بخطأ تاريخي لأن "لبنى" أي قلب الله باللغة السريانية والتي تعني لبنان هو موجود قبل وجود بلاد الشام هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون لطالما كان حلف الأقليات في الشرق الأوسط هو الحل لمواجهة البحر العربي السني.


واليوم وبالرغم من تقليم أظافر الإيراني وقطع وحل أذرعه في المنطقة لا يزال هذا المحور يكابر خوفًا على وجوده وديمومته فمن زرع تلك النظرية بأن هذا المحور ضرورة بالنسبة للعبة الأمم شرط أن يبقى ضمن ضوابط معينة، عليه أن يتراجع عن تلك النظرية لا أن يشن هجومًا عليه مدروسًا ومحدودًا لتهذيبه لا لإلغائه وأن ينزع موضوع تلزيم لبنان إلى سوريا من فكره عند كل تغيير في اللعبة السياسية هذا من جهة، أما من جهة ثانية فإذا ما عدنا إلى الواقع السياسي فإنه يتوجب على "حزب الله" أن يجري قراءة موضوعية سياسية للواقع القائم وأن يخرج نفسه وطائفته وبيئته من المستنقع الإيراني ومحور المقاومة ويعيد تموضعه بشكل كامل داخل الدولة اللبنانية واعتبار نفسه جزءًا لا يتجزأ من الفسيفساء الوطنية وأن يكون من ضمن التركيبة ومن ضمن اللعبة السياسية اللبنانية البحتة، وإلا سيجلب الدمار والخراب ليس لنفسه فقط وإنما للبنان بأجمعه.

أبعد من ذلك، إن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه اليوم: أليست سوريا عربية والقلب النابض للعروبة؟ وها هي اليوم تتجه بخطى ثابته نحو التطبيع مع إسرائيل وحل الفكر الجهادي ضدها وتتجه نحو الاقتصاد والاستثمارات وكسب جوائز ترضيه منها على سبيل المثال أخذ لبنان كجائزة للتنازلات التي ستقدمها مقابل الاستفادة منه ومن طاقته لأن حكامه ومسؤوليه لا قدرة لهم على حكم أنفسهم وحمايته من الأطماع المحدقة به كأنه أرض مشاع لا أرض ذات سيادة يمنع أن تطأه أي رجل غريبة لتحكمه.


بالختام يشعر اللبنانيون بحسرة بسبب ساسته فهل سيستفيقون قبل فوات الأوان ويقررون أن يتشاركوا الحكم سويًا وفقًا لأحكام الدستور والقوانين المرعية الإجراء لأن ذلك ينعكس خيرًا على الجميع من أن يكونوا على أبواب عنجر جديدة!؟

 أنطونيو فرحات

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا