لاحقته المسيرة بـ 3 صواريخ.. هكذا نفذت اسرائيل غارة النميرية!
حزب الله أمام منعطف حاسم، وسيناريوهات غير مسبوقة في الأشهر المقبلة
مرلين وهبة - الجمهورية
ترسانة تتآكل... وظروف تتغيّر. تشير معلومات متقاطعة من مصادر ديبلوماسية وعسكرية، إلى أنّ «حزب الله» بدأ فعلياً بمراجعة شاملة لترسانته الصاروخية، في ضوء التطوّرات الميدانية والتبدّلات الإقليمية التي فرضت ضغوطاً متزايدة على أدائه العسكري.
وبحسب ما تسرّب من نقاشات داخل «مجلس الجهاد» التابع للحزب، يجري التداول في خيار تقليص حجم الترسانة، لأسباب عدة: تصاعد الكلفة اللوجستية في ظل المراقبة الإسرائيلية المكثفة، تقلّص الدعم الإيراني بسبب التحوّلات الجيوسياسية في المنطقة والأزمة الاقتصادية في طهران، وتنامي النقمة الشعبية، خصوصاً في الجنوب والبقاع، على خلفية الأضرار المعيشية والبُنى التحتية المدمّرة.
في الوقائع، لا يُعدّ هذا التراجع انسحاباً استراتيجياً، بل تحوّلاً تكتيكياً نحو أساليب أقل كلفة وأكثر مرونة، مثل استخدام المسيّرات، عمليات خاصة محدودة، وحرب إلكترونية. كما أنّ خطاب الحزب بدأ يتحوّل تدريجاً من «المقاومة» إلى «الردع والصمود»، في إشارة إلى إدراكه المتزايد لتغيّر موازين القوى.
بين نزع السلاح والوساطة الدولية
في موازاة ذلك، تواصل واشنطن جهودها لإطلاق مسار سياسي ـ أمني يشمل نزع سلاح «حزب الله». وقد أكّد المبعوث الأميركي توم برّاك تلقّيه رداً إيجابياً من الحكومة اللبنانية، وصفه بـ«الرائع»، يتضمّن خطة من ثلاث مراحل، تبدأ بتجميد حركة السلاح، ثم تحديد مراكز التخزين، وصولاً إلى دمج عناصر الحزب تدريجاً ضمن مؤسسات الدولة. وترافق هذا الطرح مع استعدادات لزيادة انتشار قوات الجيش وقوات «اليونيفيل» على الحدود الجنوبية.
في المقابل، لا يزال الحزب متمسّكاً بشروطه: انسحاب إسرائيل الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ووقف دائم لانتهاكات الأجواء اللبنانية. إلّا أنّ مصادر استخباراتية تفيد باستعداد ضمني لدى الحزب لتجميد نشاطه العسكري جنوب الليطاني، إذا التزمت إسرائيل المعاملة بالمثل.
خطوط تهريب مشتعلة
على الجبهة الشرقية، تشهد الحدود اللبنانية-السورية توترات متصاعدة، خصوصاً في مناطق القاع، الهرمل، وعرسال. فمع بدء النظام السوري الجديد تنفيذ حملات ضدّ التهريب بدعم روسي محدود، اندلعت اشتباكات متقطعة مع عشائر محلية ترتبط بعلاقات مع الحزب. وقد أضعفت هذه الاشتباكات من سيطرة «حزب الله» على المنطقة، ما يُنذر باحتمال تحوّل الوضع إلى تمرّد محلي محدود في حال لم يُضبط.
إختراق إسرائيلي متصاعد
في الجنوب، وسّعت إسرائيل من نطاق عملياتها العسكرية والاستخباراتية، من خلال توغلات محدودة لتدمير مواقع مراقبة، وضربات دقيقة استهدفت مواقع مدنية مزدوجة الاستخدام، وهجمات إلكترونية أصابت منظومات اتصالات تابعة للحزب. وترجّح تقارير إسرائيلية إمكانية تنفيذ عملية موسعة في حال تدهورت الأوضاع، وإن كانت تل أبيب تفضّل في المرحلة الحالية خيار الحلّ الديبلوماسي بدعم أميركي.
ضعف في المحور الإيراني
من جهتها، تعاني إيران من تراجع نفوذها في المنطقة بعد خسائر متتالية لوكلائها في العراق وسوريا ولبنان. فبحسب تقارير دولية، نفّذت إسرائيل منذ بداية السنة، بالإضافة إلى حرب الـ12 يوماً والقضاء على المنشآت النووية وليس البرنامج النووي، عمليات سرّية استهدفت مقرات للحرس الثوري ومستودعات أسلحة وقيادات بارزة في الميليشيات المتحالفة مع طهران، ما أدّى إلى تعطيل جزء كبير من البنية اللوجستية الإقليمية التي تديرها إيران.
خلاصة المشهد: يقف «حزب الله» اليوم أمام مفترق حساس تتداخل فيه الضغوط العسكرية، والوساطات السياسية، والانقسامات الداخلية، وسط بيئة إقليمية تتغيّر بسرعة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات غير مسبوقة في الأشهر المقبلة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|