رصاصة الرحمة
لم يعد مقبولًا ما يحصل مع قوات اليونيفيل في جنوب لبنان ولا يستبعد إن استمرت المواجهات هذه أن يسقط ضحايا وجرحى في أي مواجهة بين عناصر “فرقة الأهالي” التابعة لحزب الله وعناصر وضباط اليونيفيل.
تكرار الموجهات مع اليونيفيل وعدم وضع حدٍّ لها، يشير إلى أمرين لا ثالث لهما؛ فإمّا الدولة عاجزة عن التصدّي لهكذا ممارسات، وإمّا أن الدولة تغض الطرف ربما خوفًا من الصدام مع عناصر حزب الله. إلّا أنّه في الحالتَيْن يَترك هذا الأمر انطباعًا سيئًا لدى المجتمع الدولي عن الدولة وأدائها.
والسؤال هنا ماذا لو اعترض عناصر فرقة الأهالي دوريةً للجيش اللبناني، فهل سيتلقّى الجيش أمرًا من السلطة السياسية بالانسحاب أم بالمواجهة؟
لا يترك المسؤولون في الدولة اللبنانية مناسبةً إلًا ويؤكّدون تمسكهم بالقرار 1701 وتطبيقه بحذافيره، وتشكل اليونيفيل أداةً أساسيةً في تطبيق هذا القرار، وكل عرقلة لمهامها تعني رفضًا لهذا القرار وتلتقي مصلحة المعرقلين هنا مع المصلحة الإسرائيلية التي تسعى حاليًا لعدم التجديد لهذه القوات.
إنّ المطلوب في هذا السياق من السلطة القائمة حاليًا أن تحسم أمرها وأن تتصدّى لممارسات وحدة الأهالي في حزب الله وهي وحدة عسكرية بكل ما للكلمة من معنى وتشملها مفاعيل القرار 1701 ومفاعيل اتفاق وقف إطلاق النار، فبعض عناصر وحدة الأهالي هم مَن أطلقوا النار على مركبةٍ للقوات الدولية في بلدة العاقبية إلى الجنوب من مدينة صيدا في كانون الأول من العام 2022 ما أدّى إلى مقتل جندي إيرلندي وما تبع ذلك من محاكمةٍ صوريةٍ للمتهمين الذين لم يبقَ أحد منهم في السجن، في حين أنّ من فجروا آليةً للوحدة الإسبانية وقتلوا 6 من جنودها في حزيران من العام 2007 أفلتوا حتى اليوم من العقاب.
ما أكثر الكلام في لبنان عن أن دولته تريد الانفتاح على دول العالم والانخراط في علاقات دولية سليمة، ولكن الواقع الممارَس يناقض هذا التوجّه ويضع لبنان في مصاف الدول الفاشلة التي تراكم الفشل تلو الآخر ولا تدرك أن الفرصة المتاحة لإنقاذ نفسها وشعبها قد لا تتكرّر فتطلق عليها فرقة الأهالي رصاصة الرحمة.
بسام أبو زيد - ”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|