تسهيلات دخول الرعايا بين لبنان وسوريا.. تفاهمات أمنية صامتة؟

في تطوّر لافت في ملف النزوح السوري، أعلنت السلطات اللبنانية عن إجراءات جديدة تهدف إلى إعادة تنظيم دخول السوريين إلى لبنان، مترافقة مع بعض التسهيلات عند المعابر الحدودية.
بعد يومين من القرار المذكور، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قراراً سمح لجميع اللبنانيين بالدخول إلى سوريا مجاناً اعتباراً من تاريخ 6 تموز 2025.
القرار اللبناني، الذي يأتي في وقت يشهد فيه لبنان نقاشاً داخلياً حاداً حول العبء الاقتصادي والاجتماعي للنزوح، فتح الباب أمام جملة من الأسئلة حول خلفياته وأبعاده: هل يمثّل خطوة تمهيدية لإعادة تنسيق العلاقات بين بيروت ودمشق؟ وهل جاء استجابة لضغط سوري مباشر؟ ام بالتنسيق المسبق المتزامن مع القرار السوري؟
رغم عدم وجود إعلان رسمي عن أي تقارب سياسي كبير بين لبنان وسوريا، إلا أن الخطوة الحالية قد تعكس بداية نوع من التنسيق "الوظيفي" أو العملي، الذي يُفرض بفعل الواقع الأمني والاجتماعي على جانبي الحدود. وهذا النوع من التعاون لا يشترط بالضرورة تطبيعًا سياسيًا كاملاً، بل يستند إلى ضرورات ميدانية تتعلّق بضبط حركة الدخول، ومكافحة التهريب، وتنظيم الإقامات، بحسب مصدر رسمي لبناني.
وهذا الإطار تشير المصادر ان لا تسهيلات كبيرة من الجانب اللبناني كما يشاع بل هي إعادة لحركة دخول مقوننة ووفق شروط لا يزال بعضها قاسياً جداً، بالاضافة الى حاجة السوق والاقتصاد اللبناني إلى يد عاملة وخصوصاً بهذه الفترة حيث الانتاج الزراعي في موسمه.
وتعتبر المصادر أن هذا الأمر لا يؤدي إلى في تفاهمات شاملة مع دمشق، بل نتيجة إدراك داخلي بأن إدارة هذا الملف تتطلب تنسيقاً فعلياً على الأرض، ولو من خارج الأطر السياسية المعلنة.
قد لا تكون هذه التسهيلات بعيدة عن رغبة سورية في إعادة تنشيط العلاقة الحدودية مع لبنان. سوريا ترى في المعابر اللبنانية متنفسًا اقتصادياً واجتماعيًا، بالاضافة إلى حاجة دمشق إلى مراقبة من يعبر من أراضيها وإليها.
وترفض المصادر الاجابة عما اذا كانت الإجراءات ناتجة عن تفاهمات أمنية صامتة، جرت بين الأجهزة المعنية على الجانبين، دون المرور بالقنوات السياسية أو الإعلامية.
وبرأي المصادر أن الخطوة نابعة أولاً من الحاجة اللبنانية لتخفيف آثار السياسات السابقة التي شملت تشديداً على دخول السوريين، وهو ما انعكس سلباً على اللبنانيين أنفسهم، خصوصاً في المناطق الحدودية في البقاع وعكار، حيث تعتمد الحياة اليومية إلى حدّ كبير على التبادل مع الداخل السوري.
وبعيداً عن التوصيفات السياسية الصاخبة، يبدو أن الإجراءات الحالية تعكس خطوة تكتيكية أكثر من كونها تحوّلًا استراتيجياً في سياسة الدولة تجاه الملف السوري. إنها محاولة لإدارة الأزمة، لا لحلّها. لكنها، في الوقت نفسه، تحمل مؤشرات على أن فكّ العزلة عن دمشق قد بدأ تدريجيًا، ولو من الباب الأمني–الخدمي، وفي جزء منه من البوابة اللبنانية.
وفي ظل التغيرات الإقليمية والدولية، وعودة بعض الدول العربية إلى الانفتاح على سوريا، قد تكون هذه التسهيلات مقدّمة لـ إعادة رسم العلاقة بين بيروت ودمشق ضمن حدود براغماتية، يفرضها الواقع أكثر مما يحددها القرار السياسي.
في المحصلة سواء جاءت التسهيلات بضغط خارجي، أو من وحي الحاجة الداخلية، فإنها تعبّر عن تحوّل في كيفية تعامل الدولة اللبنانية مع ملف النزوح السوري. هي ليست عودة إلى التنسيق الكامل مع النظام السوري، لكنها أيضاً ليست استمراراً لسياسة القطيعة. إنها المنطقة الرمادية، التي تختلط فيها الحسابات السياسية بالأولويات الاجتماعية والأمنية، بانتظار أن تفرض الظروف الإقليمية إيقاعها النهائي على مستقبل العلاقة بين البلدين.
المعابر: 6 رسمية و17 للتهريب
تربط بين سوريا ولبنان 6 معابر حدودية رسمية، افتتح آخرها عام 2022، وتستخدم جميعها للحركة التجارية والمدنية، واستخدمت خلال الثورة السورية نقطة عبور للاجئين نحو لبنان. أما المعابر غير النظامية فكان يصل عددها إلى 17 معبرا تسيطر عليها عصابات وعشائر، وتعنى بكل أنواع التهريب والتجارة المخالفة للقانون، تم العمل على اقفال معظمها خصوصاً مع النظام السوري الجديد.
معبر المصنع
ويعتبر معبر المصنع هو الرئيسي بين البلدين، يقع بين بلدة جديدة يابوس في محافظة ريف دمشق، وبلدة برال. ويبعد عن العاصمة السورية نحو 40 كيلومترا، في حين يبعد عن بيروت نحو 100 كيلومتر.
ad
معبر الدبوسية
افتتح عام 2007، ويعدّ ثاني أهم معبر بين البلدين، يربط بين قرية العبودية في محافظة عكار وقرية الدبوسية في محافظة حمص بسوريا.
معبر العريضة
أحد المعابر الرسمية بين سوريا ولبنان، ويقع بين قرية العريضة في محافظة عكار، ومحافظة طرطوس السورية.
معبر جوسية
يربط بين بلدة جوسية في منطقة القصير بريف حمص الغربي في سوريا، وبين بلدة القاع اللبنانية.
معبر تلكلخ
أنشئ المعبر عام 2009، ويربط بين مدينة تلكلخ الواقعة في الجزء الغربي من محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية وبين منطقة وادي خالد.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|