من يُخرج نعيم قاسم من عنق الزجاجة؟!
في حين يلتقي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي وأركان حكمه، وفي حين يجول الموفد الأميركي توماس باراك على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وغيرهم من القادة قبل أن يطير إلى أميركا ليطلع قيادته على نتائج الزيارة، أطلّ الشيخ نعيم قاسم من “مكانٍ ما” ليخبرنا أن حزبه خارج كل ما يدور في الأروقة اللبنانية أو الأميركية.
باراك الدبلوماسي اللبناني الأصل، قال كلامًا معسولًا من منبر قصر بعبدا واصفًا لبنانه بمفتاح المنطقة متمنّيًا ان يكون لؤلؤة المتوسط…
لكن هذا الكلام يحتاج إلى جهودٍ حثيثةٍ، وهي موجودة، يقوم بها رئيس الجمهورية جوزاف عون، ويتناغم معه حدّ التطابق رئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام، وينضم إليهما رئيس مجلس النواب نبيه بـّري حاملًا عصاه من الوسط، قلبه مع الشيخ نعيم قاسم وصحبه، وعقله مع جوزاف عون ونواف سلام ويزيد الفرحان وتوماس باراك.
وفي مقلبٍ آخر، بدأت ملامح حوار بين أميركا وإيران قد يكون ملف “حزب الله” أحد بنوده أو أحد نتائجه… والكلّ يترقّب بحذرٍ شديدٍ ماذا سيفعل نتنياهو، وإن كان سيقبل أن ينتظر طويلًا بعد أن قطع أشواطًا في إبراز تقدّمه برًا وبحرًا وجوًا، بضوء أخضر أميركي أوصله إلى العمق الإيراني.
ومع كل هذه التطوّرات الخطيرة، لا يزال حزب نعيم قاسم يُكابر، كمن يدفن رأسه في الرمل، بدلًا من الاعتراف بهزيمته العسكرية المباشرة وسحق مشروعه الاقليمي النووي، وقطع كلّ طرق الإمداد من إيران إلى لبنان بعد إقفال البوابة السورية مع رحيل الأسد واستلام أحمد الشرع.
أسئلة عدّة تطرح نفسها، كيف يمكن لنعيم قاسم أن يستمرَّ في المكابرة، وهو العاجز عن إطلاق “فتيشة” على إسرائيل، ولا يستطيع ضمان تركيب “بيت جاهز” في الجنوب، فمن أين ستأتي مبالغ إعادة الأعمار، وأي دولة ستغامر بتمويل إعادة إعمار في ظلّ استمرار وجود السلاح الميليشيوي خارج إطار الشرعية؟
السبيل الوحيد للخلاص، يبدأ باعتراف الشيخ نعيم بعبثيّة أفكاره وبهزيمة محوره، ثم بمصارحة اللبنانيين كافّة بأن مشروع الدويلة داخل الدولة فشل فشلًا كبيرًا وكبّد لبنان أعظم الخسارات وسقط إلى غير رجعة.
في انتظار هذه الصحوة، يمكن لأي مراقب أن يرتاح لمسار الدولة التي تستعيد عافيتها ولو ببطء، وأن يكتشف مدى حرص الولايات المتحدة الأميركية وتحديدًا في مرحلة الرئيس ترامب على أمن لبنان واستقراره، وأن يُسند ظهره إلى جبلٍ سعوديّ اسمه محمد بن سلمان… ولكن، من يضمن نتنياهو، المستعجل الأول لإعادة إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل عملية “طوفان الأقصى”، مع ضمان عدم تكرار أي عملية مماثلة، ما يعني القضاء على ما تبقّى من مصادر القلق على طريق السلام؟
الجواب على زيارة توماس باراك إلى لبنان قد يأتي من إسرائيل… “الله يحمي لبنان”…
بشارة خير الله -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|