حشود سورية عسكرية على حدود لبنان؟!
تشهد الحدود السورية اللبنانية، منذ أيام ومن دون ضجيج، تحركات عسكرية غير مسبوقة لوحدات النخبة في الجيش السوري، خصوصاً في مناطق القلمون الغربي والقصير. عربات مدرعة، دبابات، حشود عسكرية كثيفة، نقاط تفتيش جديدة مستحدثة، واستنفار كامل.
يطرح هذا المشهد تساؤلات مثيرة حول هدف هذه الحشود: هل تتعلق بضبط الحدود أم هي رسائل غير معلنة، وتحديداً تجاه حزب الله؟
السبب المعلن وقف التهريب
في جانبها العلني، وفق ما أكَّدته مصادر أمنية سورية لـ"للمدن"، فإنَّ هذه الخطوة تأتي في سياق تأكيد القرار الرسمي السوري بمحاربة التهريب نهائياً ومنعه بكافة أشكاله: البضائع، السلاح، والمحروقات.. أيضاً، وبشكل خاص تهريب الكبتاغون. وذلك في ملاقاة للجهود الخليجية- السعودية لوقف تدفّق الكبتاغون عبر الحدود. وكانت مناطق القصير- القصر شكّلت مركزاً رئيسياً لإنتاج الكبتاغون وتوضيبه بطرق احترافية. هذه المناطق كانت سابقاً تحت نفوذ الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد من الجهة السورية، وحزب الله من الجانب اللبناني. لكن كثافة الحشود ونوعية السلاح المنتشر هناك تؤكد أنّ المسألة تتعدّى الطابع الأمني، وتلامس ملفات وقضايا أكثر تعقيداً وحساسية.
رسائل مزدوجة
اللافت، أن هذه الحشود تتركّز بمعظمها في مناطق جغرافية شكّلت سابقاً عمقاً استراتيجياً لـ"حزب الله"، كممرات إمداد في القصير، أو على امتداد الحدود السورية المقابلة لجرود مدينة بعلبك وبريتال والنبي شيت وغيرها من القرى الموالية للحزب.
في هذا الإطار، يرى مراقبون أن النظام السوري يبعث برسالة واضحة مفادها: "نحن هنا، الأمر لنا، ولى زمان الممر". فهذه الخطوة بحسب مصادر أمنية سورية، هدفها إعادة التوازن الأمني الميداني مع الحزب، وتحذير مباشر لحلفائه من جماعات النظام البائد من استغلال الحرب الاسرائيلية- الايرانية لمحاولات خلق معادلات جديدة داخل سوريا، أو حتّى محاولات العبث بالأمن. فالدولة السورية ستُضرَب بيدٍ من حديد، "فلا تفلّت بعد اليوم"، حسب المصادر السورية، و"لن تنجح الرهانات على تغيّر موازين القوى الإقليمية".
غياب لبناني
في المقابل، يلفّ الصمت الموقف اللبناني الرسمي، سواء على مستوى السياسي أو الأمني. هذا الصمت يُعيده البعض إلى تنسيق أمني- ميداني غير معلن بين الأجهزة الأمنية في البلدين، بانتظار ما ستؤول إليه المحادثات المقبلة بشأن تعيين الحدود وترسيمها.
لا يمكن التعامل مع الحشود العسكرية السورية باعتبارها مجرّد خطوة أمنية. بل تحمل أيضاً رسائل سياسية حاسمة، إقليمياً ودولياً، بأن زمن الثورة انتهى، والوقت الآن لبناء الدولة الجديدة من الحدود الآمنة إلى الاستقرار المحلي وإعادة الإعمار، إلى تشكيل السلطة.
طارق الحجيري - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|