لبنان بين نهاية العواصف الإقليمية وبداية مرحلة جديدة...

تدريجياً، يستوعب لبنان والسلطة فيه، ومجموع ما يمكن تسميته دولة فيه، أن الحرب الدائرة في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي وصلت الى حدّها الأعنف في 13 حزيران 2025، ستُدخله في تغيير سياسي جديد.

ومن الآن وحتى وضوح هذا الاستيعاب أكثر، لا تزال السلطة اللبنانية على حالها، تلتزم النأي بالنفس عندما لا يُطلَب رأيها أصلاً، وعندما لا يكون لها علاقة بالمستجدات أصلاً، لا من قريب ولا من بعيد، وعندما لا تكون مُلزَمَة بأي موقف، فيما تُقحِم نفسها، أو تجد نفسها منخرطة من حيث لا تقصد ولا تعلم... بأحداث ومواقف، عندما يتوجب عليها أن تصمت، وتصغي، وتستمع، وتستوعب، من دون أن تتكلم.

أجوبة واضحة؟

فماذا عن قدرة لبنان الرسمي على التماشي مع المتغيرات الشرق أوسطية الجارية الآن؟ وماذا عن موقف لبنان الرسمي عندما سيُصبح مطلوباً منه أن يتكلّم، وأن يعلن مواقفه الصريحة ربما؟ وماذا ستفعل السلطة في لبنان، عندما يحين موعد تقديم أجوبة واضحة وملموسة، على ألف سؤال وسؤال؟ وعندما سيُصبح مطلوباً منها الخروج من الزاوية الرمادية؟

مرحلة انتقالية

أشار مصدر مُتابِع الى أن "هناك مجموعة من العقد الإقليمية المرتبطة بالأوضاع الإيرانية ارتباطاً مباشراً، وبما إذا كانت طهران ستتّجه نحو مزيد من التصعيد أم لا في المستقبل، وبكيفية مواجهتها للتحديات الكثيرة لاحقاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "احتمالات كثيرة لا تزال تعصف بالشرق الأوسط عموماً. فلا مجال للبتّ بشيء في لبنان، في الوقت الراهن، حتى ولو كان ذلك مطلوباً بإلحاح، لأننا لا نزال في قلب المرحلة الانتقالية، ولم تبرد الملفات والمواجهات بعد".

انتهاء العواصف

وشدد المصدر على أن "أبرز المطلوب من لبنان هو أن يدرك محدودية حجمه، والحدود الضيّقة جداً التي يمكنه أن يتحرك فيها. وهي حدود الاهتمام بنفسه، وعدم السماح بكل ما من شأنه أن يجرّه الى مزيد من الأزمات والحروب".

وختم:"نحن لن نتمكن من أن نُضيف شيئاً إيجابياً على كل ما يحصل، في أي مكان. فلبنان ليس قادراً على الدفاع عن إيران، ولا على إحداث أي فارق، وما عليه سوى انتظار انتهاء العواصف الإقليمية، قبل أن تتبلور الرؤية الحقيقية للمراحل اللاحقة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"