الصحافة

عن سر انتقال قيادات حزب الله إلى إيران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تعد طريق التواصل بين دول المحور الإيراني سالكة لاتخاذ قرار كبير بحجم الدخول كجبهة واحدة في الحرب على إسرائيل وخلفها الولايات المتحدة، كما كان يحصل سابقاً. فمنذ الحرب الإسرائيلية على لبنان وما نتج عنها من تداعيات كبيرة على مستوى دول المنطقة، لاسيما سقوط نظام الأسد والتحولات الكبيرة في النظام السياسي اللبناني، أصبح المحور مجموعة دول مفككة غير قادرة على الإمساك بزمام الأمور.


في الأشهر الماضية، انتقلت قيادات حزب الله إلى إيران بحسب المعلومات، حيث تم إنشاء غرفة عمليات جديدة هناك للإشراف على التحركات الميدانية. أسباب هذا الانتقال عدة، أبرزها الحماية من التهديدات الإسرائيلية، حيث أصبحت إيران ملاذاً آمناً مع تشديد الرقابة الإسرائيلية على تحركات قيادات الحزب في لبنان، خصوصا بعد أن كشفت إسرائيل عن نيتها استهداف شخصيات بارزة في الحزب. كما أن إيران كانت أكثر حصانة من لبنان قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، نظراً لفرملة الضربات الإسرائيلية المباشرة عليها بسبب القرار الاميركي الذي كان يُعطي للدبلوماسية أولوية. ومن الأسباب الأخرى، سهولة التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، حيث أصبح من الصعب على قادة الحرس التنقل بحرية إلى لبنان كما في السابق بسبب المراقبة الغربية المشددة، كما أن وجود قيادات حزب الله في إيران يسهل التواصل المباشر مع المسؤولين الإيرانيين، مما يعزز التنسيق العسكري والسياسي. وأثار اغتيال المرافق الشخصي للسيد حسن نصر الله مع نجله في إيران، تساؤلات حول أسباب تواجدهم هناك، ومرافقتهم لشخصيات إيرانية في الحرس الثوري. ورغم أن وجود الشيخ نعيم قاسم في لبنان يبقى عنصراً مهماً في ظروف الحرب، إلا أن انتقال عدد من قيادات الحزب يشير إلى تحوّل في مركز القيادة. ولم تقنع الخطابات العالية السقف لحزب الله المطلعين على الوضع الاقليمي للحزب اذ يعتبر هؤلاء أن الحزب يواجه تحديات كبيرة تعيق انخراطه الكامل في حرب شاملة مع إسرائيل. ومع انتقال القيادات إلى إيران، أصبح التوجيه المباشر للعمليات أكثر صعوبة، مما أثر على الفاعلية العسكرية، بالإضافة إلى انكشاف تحركات الحزب بسبب المراقبة الإسرائيلية الدقيقة التي حدّت من قدرته على المناورة. كما تشير تقارير إلى شحّ مخازن الصواريخ بعد الاستنزاف الكبير خلال الضربات الاسرائيلية على مدى الاشهر الماضية،  مما يحد من قدرته على شن هجمات ترتقي الى مستوى الحدث. ويضاف إلى ذلك الضغط الدولي والعزلة، حيث أصبحت إمدادات السلاح أكثر صعوبة مع تشديد العقوبات على إيران وحلفائها، مما أثر على الجاهزية القتالية للحزب.


اليوم، ومع تضييق الخناق على النظام في ايران، لم تعد عملية انتقال قيادات حزب الله اليها جزء من إستراتيجية أوسع لإعادة تنظيم المحور في ظل الظروف الجديدة، بل باتت أكثر خطرا على نشاط الحزب حيث يتعدد مصدر القرار القيادي ويصعب ايضا التواصل ما يكشف هشاشة الوضع العسكري والسياسي للحزب، الذي لم يعد قادراً على خوض معارك كبرى كما في السابق. ومع استمرار الضغوط الإسرائيلية والدولية، قد يصبح تعدد الولاء القيادي خطرا على الهيكلية التنظيمية ويؤثر على تماسك الحزب ودوره الإقليمي.

 علاء الخوري

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا