الصحافة

الى الرئيس عون: إقرأ هذه السطور!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


مخطئٌ جدّاً من ينتظر من الرئيس جوزاف عون أن يكون "قوّاتيّاً"، فيصبح نسخةً طبق الأصل عن رئيس "القوات" سمير جعجع في مواقفه. ومخطئٌ أيضاً من يظنّ أنّ عون بات في محور حزب الله، يتماهى معه في مواقفه ويحمي سلاحه.

يدرك جوزاف عون أنّ الحكم في وطن التوازنات الدقيقة يحتاج الى إمساك العصا من النصف، لا الضرب بها، وإن كانت المواقف المعتدلة غالباً ما تُفقد صاحبها تأييد الفريقَين، و"تهوّش" جيش الطائفيّين، من الجهتَين، وهم أكثريّة في لبنان.

من هنا، نتفهّم عون، وندرك أنّه يملك من المعطيات ما لا نعرف، ويسمع ما لا نسمع، ولكنّنا، على الرغم من ذلك، نملك، نحن الذين وجدنا فيه أملاً بعد خيبة، ونهوضاً بعد انهيار، حقّ إبداء الرأي، كي لا نقول الملاحظات. 

بعض الرئاسة هيبة. يحمل جوزاف عون الهيبة من قيادة الجيش، وقد رافقته الى الرئاسة، بعد شغورٍ في الموقع وتقصيرٍ في التوقيع. لكنّ الهيبة تفترض ألا يذهب، مثلاً، الى "النافعة" إلا ويتغيّر كلّ ما فيها بعد ساعات. الفساد باقٍ ويتمدّد في "النافعة"، ولم تغيّر زيارة الرئيس والوزير شيئاً.

وجيّدٌ أن يشعر المسيحيّون، بعد زمنٍ طويلٍ من الإحباط والإخفاق، والترهيب والتغييب، بأنّ الرئيس مسيحيٌّ مارونيّ، مع سكّر زيادة. لكنّ "الشرعيّة المسيحيّة" لا تصنعها، فقط، زيارةً الى دير أو صلاةً في كنيسة. هذه أفعالٌ إيمانيّة. يحتاج المسيحيّون الى من يُشعرهم بضمان وجودهم في بلد الهزّات الكثيرة والمحيط المقلق والتلويح بالعدّ والتهديد بالقوّة. يحتاجون، خصوصاً من هم في أطراف الجغرافيا، الى من يقول لهم إنّهم في قلب الوطن، وهم ملح هذه الأرض، ولن يقاس حضورهم يوماً بميزان العدد بل بثقل القيمة والقيم.

لا نثقل كاهل الرئيس إن طالبناه بذلك كلّه، وبالكثير بعد. هي مطالب على قدر الآمال، والمحبّة أيضاً. ونعرف أنّ المراهنين على فشل العهد كثر، من اليمين واليسار، لكنّنا نحرص عليه حرصنا على الوطن، ونطالبه بالحرص عينه، خصوصاً أنّ هفوات تُرتكب ونخشى استمرارها وتمدّدها.

من المبكر أن نحكم على العهد، ومن غير الوارد أن نحاكمه. بل نقول للمستعجلين "تريّثوا"، وللناعين "اخجلوا". ولكنّنا نطالب الرئيس جوزاف عون بصدماتٍ إيجابيّة تشبه صدمة انتخابه وخطابه الأوّل، والانتقال الى تنفيذ ما وعد به، فنال تصفيقاً لا من غالبيّة أعضاء المجلس النيابي بل من غالبيّة اللبنانيّين. 

اشتقنا الى التصفيق، من جديد. لكنّنا، قبله، ننتظر التنفيذ.

داني حداد

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا