محليات

في لبنان.. إيطاليا تتقدم وفرنسا تتراجع

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو أن الدور الفرنسي التقليدي في لبنان يتراجع بشكل متسارع، في ظل تطورات إقليمية ودولية تعيد رسم خريطة النفوذ في هذا البلد. وسط هذا المشهد المتغير، حط أمس وزير الخارجية الفرنسي الأسبق جان إيف لودريان إلى بيروت، ذلك في إطار الجهود الفرنسيّة المستمرّة لدعم لبنان ومتابعة أوضاعه السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة ، مؤكدا أن لبنان لا يملك ترف الوقت؛ لذلك يجب الإسراع في إقرار القوانين الإصلاحيّة المطلوبة".، ومشدداً على أنّ "فرنسا تقع على عاتقها مسؤوليّة دعوة المجتمع الدوليّ إلى مؤتمر لدعم لبنان وحشد الدول المانحة فور إقرار تلك القوانين.

ومع ذلك، تشير مصادر سياسية قريبة من الأميركيين إلى أن فرنسا، التي طالما كانت اللاعب الأوروبي الأول في الشأن اللبناني، فقدت مؤخراً قيادة قوات اليونيفيل لصالح إيطاليا مع تعيين الأمين العام للأمم المتحدة الجنرال ديوداتو أبانيارا من إيطاليا رئيسا وقائدا عاما لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، ليتولى المنصب في 24 حزيران الجاري، وهذا يعد مؤشراً واضحاً على تراجع مكانتها ودورها في جنوب لبنان.

وفي السياق تشير المعطيات إلى أن واشنطن قد تتجه إلى تقليص تمويل هذه القوات، مع إعطاء دور أكبر للجنة مراقبة الهدنة، في خطوة قد تعيد رسم معادلات الانتشار العسكري الدولي جنوب لبنان، في حين أن رئيس مجلس النواب نبيه بري شدّد خلال لقائه لودريان على "أهمية الجهد الفرنسيّ لمؤازرة لبنان في التصدّي للمؤامرة التي تُحاك ضدّ القوّة الدولية للنيل منها ومن لبنان وجنوبه".

هذا التراجع الباريسي لا يقتصر فقط على الساحة العسكرية، بل ينسحب أيضاً على المسار السياسي، إذ أن باريس، وبحسب المصادر نفسها، وبسبب موقفها الرافض للاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل وفي ظل تصاعد التوترات بينهما، لم تعد قادرة على لعب دور الوسيط بين لبنان وتل أبيب، وفي الوقت ذاته، يعوق العداء المتزايد بينها وبين تركيا قدرتها على الانفتاح على الملف السوري رغم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في باريس، وبالتالي لن تتمكن أن تلعب دوراً في أي تسوية لبنانية سورية مقبلة، خاصة أن الملف اللبناني بات أكثر من أي وقت مضى مرتبطاً مباشرة بتطورات الوضع في سوريا. وليس بعيداً يتزايد ارتباط الملف اللبناني بالتطورات في سوريا، حيث يزور كل من المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك ومسعد بولس بيروت خلال عطلة نهاية الأسبوع، في مؤشر إلى اهتمام أميركي مباشر بإدارة هذا الترابط بين الساحتين اللبنانية والسورية، وربما لرسم ملامح المرحلة المقبلة.

رغم هذا التراجع، اللافت فان فرنسا، لا تزال الجهة الغربية الوحيدة التي تبقي قنوات التواصل مفتوحة مع "حزب الله"، ما يمنحها ورقة تأثير محدودة لكنها غير كافية لتغيير مسار الأحداث الكبرى.
وفي خضم كل ما يجري فإن الاهتمام الذي توليه فرنسا لاستقرار لبنان وأمنه هو ثمرة العلاقات التاريخية بين البلدين، كما يؤكد الرئيس ماكرون، ولذلك تتجه باريس إلى عقد المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان في الخريف المقبل، إلا أن المصادر نفسها، تعتبر أنه في ظل غياب قرار أميركي واضح بدعم لبنان اقتصادياً، تدرك باريس أنها عاجزة عن تأمين أي تمويل ذي جدوى خلال المؤتمرات الدولية التي قد تدعو إليها لإنقاذ لبنان من أزماته المتفاقمة. ففرنسا لا يمكنها المضي وحدها في هذا المسار من دون غطاء أو شراكة أميركية واضحة. بالمقابل، تبرز إيطاليا كمرشح أوروبي بديل يتمتع بعلاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، ما قد يمنحها هامش حركة أوسع في ملفات المنطقة في المستقبل، خصوصاً في ما يتعلق بملف قوات اليونيفيل ومراقبة الحدود.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا