الصحافة

توتر جديد على خط معراب - عين التينة... سلاح وانتخابات ومواقف

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اهتزت علاقة معراب وعين التينة في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، وباتت الى حد ما أعلى من السقف المقبول والمتعارف عليه، لأسباب بعضها معلوم والأخرى لم تتضح بعد.

في الشكل الاختلاف هو حول ملفات أساسية وحامية لا تقبل تراجعات او تنازلات من الطرفين، فـ "القوات" على موقفها المتشددة من موضوع السلاح، ولا تتراجع في انتقاد السلطة السياسية من أعلى الهرم في رئاسة الجمهورية، مرورا بالسلطتين التنفيذية والتشريعية، وعلى طريقة "أحدث الكنة لتسمع الجارة"، حيث يخاطب سمير جعجع حزب الله أحيانا، فيسمع كل من في قصر بعبدا وساحة النجمة.

عناوين التباعد السياسية متشعبة، كما تقول مصادر سياسية، حيث تعرضت علاقة "القوات" برئيس مجلس النواب نبيه بري لانتكاسة قوية، على خلفية احداث الساعة المرتبطة بموضوع سلاح حزب الله وإعادة الإعمار .

تهجّم وزير المال ياسين جابر، المقرب من بري، على وزير الخارجية يوسف رجي فضح جزءا من التوتر بين الطرفين، اما رد نائب "القوات" بيار بو عاصي وتصويبه على رئيس المجلس فكشف عن المستور، اذ قال ان" كرافات الرئيس بري كلفتنا اكثر من السلاح، فبري علق العمل بالدستور ولم يدع لانتخاب رئيس جمهورية الا بشكل فلكلوري". هذا التصريح كما تقول المصادر يحمل الكثير من العتب السياسي بين الطرفين الذي يهدد بفرط العلاقة نهائيا، ويتوقف المراقبون عند مناوشات حصلت مؤخرا أكدت ان تلاقي الطرفين وتفاهمهما بات مستحيلا، بعد ان اضحت "القوات" مؤخرا في الطرف المعارض دائما لخيارات عين التينة، فيما يسعى رئيس المجلس جاهدا لربط النزاع بقفازات الديبلوماسية.

يؤكد العارفون في التفاصيل، ان العلاقة المميزة بين معراب وعين التينة شكلت نموذجا يحتذى به في العلاقة السياسية بين محورين متناقضين، إذ كانت تجمع في الوقت نفسه بين المودة والخصوصية السياسية، الا ان تلك العلاقة اختفت تقريبا وبدأت التباينات تظهر بين الجهتين، وزادت حدتها مع التحولات السياسية وانطلاقة العهد الجديد، حيث تركز "القوات" اليوم على العناوين التي تشكل عامل جذب في الشارع المسيحي ليس اكثر.

مع ذلك، لا تتوقع مصادر على صلة بالطرفين ان يؤدي التوتر الى انقطاع تام او تدهور دراماتيكي لمسار العلاقة، فالتباينات الحالية على حدتها لن تؤدي الى انقطاع "الود" بالكامل، فالعلاقة في الدورات النيابية الماضية كانت دائما مستقرة، ولم تحصل فيها مواجهات قاسية على الرغم من الإختلاف، وعدم تصويت نواب "الجمهورية القوية" لرئيس مجلس النواب نبيه بري لرئاسة المجلس، ومع ذلك لم تغلق عين التينة أبوابها ابدا في وجه معراب.

وتصف المصادر العلاقة اليوم بانها "هبات باردة وساخنة احيانا"، والمشكلة بالأساس تتعلق بملف سلاح حزب الله، وعلاقة الثنائي الشيعي وتماسكه في الملفات الداخلية التي تتعارض مع توجهات "القوات". وقد شكل النقاش حول القانون الإنتخابي مشروع اشتباك جديد، اذ يطالب الثنائي الشيعي بتعديل القانون الذي يعتبره بري قانونا مسخا، فيما يتمسك به الثنائي المسيحي لأنه الأمثل لتمثيل للمسيحيين.

لا يختلف اثنان على ان التباين السياسي بين بري وجعجع عميق جدا في مقاربة المسائل الاستراتيجية، وفي ما يتعلق بالوضع الجنوبي و تطبيق القرار 1701، اذ تعتبر عين التينة ان ممارسة الضغوط على المقاومة في هذه المرحلة بالذات من الاعتداءات "الاسرائيلية" المتكررة على لبنان، والضغوط الدولية على بيئة المقاومة هو أمر خطير جدا، وبات للرئيس بري تحفظات على التصعيد "القواتي" الممنهج وتماهيها مع الخيارات الدولية.

مع ذلك، يرى كثيرون ان ستاتيكو التناقضات بين معراب وعين التينة اليوم، هو مجرد تباين ظرفي وتسجيل نقاط ،على اعتبار ان الاثنين محكومان بالتلاقي في المستقبل والعودة الى التفاهمات الماضية. فـ"القوات" لديها حيثية مسيحية وتمثيلية واسعة لا يمكن تخطيها، وبالمقابل لا يمكن لها في خضم مواجهتها المفتوحة مع حزب الله، ان توسع دائرة خصوماتها وتعادي الطرف الثاني من الثنائية الشيعية الذي يرأس السلطة التشريعية، والجميع يعلم الدور الذي يؤديه الرئيس بري في التوازنات السياسية.

ابتسام شديد - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا