عراقجي لعون: حدّدوا الآلية... ونحن جاهزون لدعم إعادة الإعمار
مصلحة مشتركة بين "حزب الله" و"التيار"
مع اقتراب الاستحقاق النيابي المقبل، يعود الحديث مجددًا عن إمكان إعادة إحياء التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، بعد مرحلة طويلة من التباعد والخلافات العلنية والضمنية. هذا التحالف الذي شكّل العمود الفقري للتوازنات السياسية في لبنان منذ اتفاق "مار مخايل" عام 2006، يبدو اليوم على طاولة إعادة التقييم، ليس فقط لأبعاده السياسية بل أيضًا لحساباته الانتخابية الدقيقة.
بعيدًا عن الرومانسية السياسية، يدرك الطرفان أن الواقع تغير: البيئة المسيحية التي يمثل التيار جزء منها تمر بتحولات، والبيئة الشيعية التي يمثلها حزب الله تواجه ضغوطًا غير مسبوقة داخليًا وخارجيًا. في هذا السياق، لا يمكن للطرفين خوض الانتخابات من دون الحد الأدنى من التفاهم، لأن أي تشتت سيفتح المجال أمام خصوم أقوياء يتربصون على أكثر من محور، سواء في الدوائر المختلطة أو داخل الطوائف نفسها.
من وجهة نظر التيار، فإن العودة إلى التحالف تعني تثبيت حضوره في مناطق يصعب عليه الفوز بها من دون دعم الحليف
الشيعي، خصوصًا في ظل التراجع الشعبي والضربات السياسية التي تلقاها في السنوات الأخيرة. أما من جهة حزب الله، فالتحالف مع التيار لا يزال يشكل ركيزة توازن وطني ومسيحي يحتاجها في مواجهة حملات العزل والتحجيم، داخليًا ودوليًا.
الخلافات السابقة بين الطرفين – من ملف الرئاسة – لم تمحُ جذور التفاهم، لكنها أظهرت أن التحالف بحاجة إلى تطوير وإعادة صياغة. ربما لم يعد مقبولًا الاكتفاء بالحد الأدنى من التفاهم على الورق، بل بات مطلوبًا اتفاق أكثر مرونة، يحترم خصوصيات الطرفين ويُدار بنضج سياسي يتفادى انفجارات جديدة.
عودة التحالف، ولو بصيغته الانتخابية، لا تعني إنكار التباينات بل الاعتراف بها ومحاولة إدارتها بواقعية. فالمشهد السياسي اللبناني لم يعد يحتمل معارك كسر عظم داخل الصف الواحد، خصوصًا في ظل تصاعد التأزم الاقتصادي وانهيار الثقة الشعبية بالمنظومة.
من هنا، فإن عودة التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، إذا حصلت، ستكون تعبيرًا عن وعي سياسي براغماتي لدى الطرفين، أكثر منها استعادة لعلاقة سابقة. إنها خطوة نحو تثبيت مواقع في معركة قد تكون مفصلية، لكنها أيضًا امتحان لمدى قدرة الطرفين على تقديم تحالف متجدد يستجيب لتحديات المرحلة بدل التمسك بصيَغٍ استنفدت غاياتها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|