تلازم المسارين: الأموال مقابل السلاح.. لا واحد من دون الآخر
في معادلة الربح والخسارة، أو النصر والهزيمة، يُعرَف أن الرابح يفرض شروطه، في حال “حرب الإسناد والمشاغلة” التي دخلها حزب الله نُصرة لحركة “حماس” في غزة، خرج منها الحزب مثقلًا بالخسائر، خسر أمينيه العامين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ، وكبار قادته الميدانيين والمسؤولين العسكريين ، ودُمِّرت ترسانته العسكرية، من منصات ومستودعات. على مدى عام وشهر ، بين تشرين الأول 2023 وتشرين الثاني 2024، تلقى حزب الله ضربات لم يتلقَ مثلها على مدى فترة تأسيسه وانطلاقته عام 1982.
في المقابل، هناك مَن يقول إنه وجَّه ضربةُ قاسمة لحزب الله ، وهذا القول لإسرائيل التي تعتبر أنها أسقطت معادلة وصول إيران إلى المتوسط ، من خلال إسقاط حماس في غزة وحزب الله ، عسكريًا في لبنان.
وفق هذه المعطيات، تًطرَح المعادلة التالية: لبنان يطرح إعادة الإعمار كأولوية، الولايات المتحدة الأميركية ، ومعها إسرائيل، تطرح معادلة أولوية نزع السلاح كشرطٍ لإعادة الإعمار. هنا تحضر مقولة “البيضة قبل الدجاجة” أم “الدجاجة قبل البيضة”، فمَن سيفصل بين المقولتين؟ القادر على الفصل هو الذي كان قادرًا على حسم المعركة لمصلحته، بالتأكيد لم يكن حزب الله، فكيف في هذه الحال يستقيم أن يضع شروطه ؟
حزب الله يزايد، وفي هذه المزايدة هو اقرب إلى الشعبوية منه إلى المنطق، لا يقول كيف سيفرض أولوية الإعمار على نزع السلاح، لا بل هو في الاساس، لا يقر بنزع السلاح ، بل إن الشيخ نعيم قاسم الأمين العام حزل الله يتحدث عن إعادة ترميم قوة الحزب العسكرية ، أي ما يعاكس المسار.
أمام هذا الواقع، هناك مأزق، حزب الله في مأزق ويريد أن يعمّمه على الدولة اللبنانية وأن يُلزمها بأن تتبنّى سرديته، لكن الدولة تملك هامشًا يتيح لها مخاطبة حزب الله بأن الوقت ينفد .
والسؤال الكبير يبقى، إذا كان “زمن السلاح ولى” ، فلماذا يبقي حزب الله على سلاحه؟ هل لتسييله في السياسة الداخلية؟ وما هو الثمن الذي يريده؟
جان الفغالي-”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|