الحاج محمد وما تبقى من الود..
لا تزال ملتبسة جملة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد من على منصة القصر الجمهوري، المتعلقة بما تبقى لديه من ود لرئيس الحكومة الدكتور نواف سلام.
في انطباع أول بدت الجملة وكأنها غاية في الحرص على ضبط إيقاع العلاقة مع رأس السلطة التنفيذية، وكأن رعد ضنين بالود الضئيل، الذي لم يحفظه سلام ولم يراع التضحيات التي بذلها "الحزب" والتنازل الكبير الذي أقدم عليه للقبول به.
في انطباع ثانٍ، يمكن تفسير الجملة بأنها تهديد مبطن، على طريقة "لا تمتحن صبرنا، وإلا سنهدم الدنيا على رأسك، وأحسن لك أن لا تجربنا".
في انطباع ثالث، قد نقرأ العتب واللوم، ولكن مع حفظ خط الرجعة، وفي إغراء بإمكانية تعزيز رصيد الرضا والقبول، إن التزم سلام مبادئ الود القاضية بأن يسير على السطر ولا يتجاوز حدوده، خصوصاً في حضرة "الاعدقاء" الخليجيين.
وبمعزل عن الود وبقاياه، بدأ الممانعون الأشاوس الشغل على جبهات أخرى تعتمد قمة الحربقة عبر أسلوب التشاطر، وذلك بغية تمييع الدوافع الحقيقية للمباشرة بحملة التخوين هذه. لذا لا بأس بالاجتهاد.
فـ "الحزب" الذي لا يزال يروِّج أنه إلهي، مُصِّرٌ على لعبة التناقضات بين رئيسي الجمهورية والحكومة.. و"عون.. اسم الله عليه.. أما نواف.. فصهيوني صهيوني"، لذا كانت الجملة ذات التأويلات من على منصة بعبدا.
وأيضاً عون رئيس ناجح يؤمن بالحوار، أما سلام فهو صدامي متهور، وعندما يرفض تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، يصبح مجرماً مداناً، في حين يبقى عون نقياً عندما يعلن رفضه تكرار تجربة "الحشد الشعبي".
أن يقول عون بحصرية السلاح مقبول، أما سلام الذي ينتمي طائفياً إلى أكثرية باتت تطوق "الحزب" وتبعده عن رأس محوره، فتلك خطيئة كبرى لمن يقيس الكلمات بميزان الذهب، لا سيما في إطار لعبة تخويف الأقليات من الأكثرية السنِّية في المنطقة.
وذروة التشاطر والحربقة تبرز في اعتماد استهداف "الحزب" لسلام، كجزء من استهدافه قيام دولة تطبق الدستور، وتفرض القانون، وتلغي دوره كذراع لإيران في لبنان، لتصبح أولوية تشويه صورة الرجل الذي يصعب اختراقه أو توظيفه في خدمة المحور، فيتم تحجيمه، لأنه لم يتشبه برؤساء حكومة سابقين، ما أوصلنا إلى جهنم.
فـ "الحزب"، وكما عهدناه، ينأى بنفسه عن مساعدة الدولة فعلياً، لتتمكن من النهوض بالاقتصاد واستعادة السيادة وتحرير الأرض من العدوان الإسرائيلي المستمر، ويركز على إظهار سلام غير ناجحٍ في دوره كرئيس للحكومة، وسيبقى موظفاً درجة ثانية. ومشكلته الحقيقية تكمن في عجزه عن اجتراح المعجزات لإزالة آثار العدوان الممانع وأدواته الفاسدين على الدولة. وكأن وظيفته تنحصر بقطاع الخدمات، أما التدخل بالسياسة والحديث عن السيادة وحصرية السلاح فهذا يحوِّله صهيونياً بامتياز.
وحينها يصبح منطقياً أن لا يتبقى له من الود شيئاً يذكر لدى الحاج محمد.
سناء الجاك -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|