الصحافة

المقايضة بين إعادة الإعمار والسلاح: أميركا تنسحب من تعهدها؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دخل ملف إعادة الإعمار حيّز الضغوط التي تُمارس على لبنان من أجل استكمال سحب سلاح حزب الله من كلّ الأراضي اللبنانية، كما قالت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. كما بات بحكم المُسلَّم به من قبل الدولة اللبنانية، أن لا انسحاب إسرائيلياً ما لم تعتبر الولايات المتحدة أن لبنان قد حقّق المطلوب منه. ولولا المبادرات المحلية التي يتولاها حزب الله، لكان الركام لا يزال بكامله على الأرض، وبقيت مناطق بأكملها مهدَّمة.

خلال مفاوضات وقف الحرب، كان الموفد الأميركي أموس هوكشتاين يؤكد للجانب اللبناني المفاوض التزامه بإعمار ما دمرته حرب إسرائيل على لبنان، واعدًا ببدء ورشة الإعمار فور انتهاء الحرب، بما أوحى أن شروط الاتفاق تتضمن حكماً مساعدة لبنان في نفض آثار الحرب عنه. مع وصول دونالد ترامب وتسلم مورغان أورتاغوس ملف لبنان، غُيّب موضوع إعادة الإعمار عن جدول أعمالها، كما غاب عن جدول الاجتماعات العربية اللبنانية أيضًا. وبقي موضوع سحب السلاح يحتل صدارة المتابعات المحلية والدولية، بينما لم يُولَ ملف الإعمار الأهمية ذاتها، كما موضوع استمرار احتلال نقاط في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. وعلى ما تظهر الوقائع، فإن ملف الإعمار بات مرتبطًا بجدول الشروط المفروضة على لبنان من قبل الولايات المتحدة، وهذا ما تؤكد عليه مصادر دبلوماسية مواكبة لعمل أورتاغوس، حين تقول إن الولايات المتحدة لن تلتزم بإعادة الإعمار طالما أن سحب سلاح حزب الله لم ينتهِ بالكامل.

حزب الله وسلام: عتب يلامس اللوم
يخفي حزب الله عتبًا يلامس اللوم على رئيس الحكومة "لتقصيره الفاضح في ملف إعادة الإعمار"، ولا يجد مبررًا لعدم تحريك ساكن من قبل الحكومة. لمناسبة التحرير، أجرى حزب الله جولة على رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري، بينما حال سفر سلام دون زيارته، وبانتظار فرصة ثانية للزيارة، فإن حزب الله يستغرب كيف يتم التركيز على موضوع السلاح، بينما تتجاهل الحكومة موضوع إعادة الإعمار ولا تحرك ساكنًا حيالها.

ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله إنه يجب إعادة الإعمار أمس قبل اليوم، ويستغرب كيف لا يلمس خطوات عملية على هذا المستوى من الحكومة، بينما الركام لا يزال على الأرض. يريد برّي الشروع في خطوات تنفيذية، خصوصًا وأن إعادة الإعمار كانت التزامًا من قبل موفد الولايات المتحدة. يقول بري: "يوم طلب منا الموافقة على اتفاق وقف الحرب، قالوا: وافقوا على الاتفاق وسنعيد بناء ما تهدم". التزم لبنان بالاتفاق، وتم سحب السلاح من جنوب الليطاني، وأنجزنا كل ما يلزم من جهتنا، بينما الجهات الضامنة لم تلتزم بوعودها.

وعلى ما يبدو، فإن ملف الإعمار سيحتل صدارة الاهتمام في المرحلة المقبلة، ومع قرب وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، فإن الثنائي رفع الصوت منتقدًا ومطالبًا الدولة بالإعمار. قالها برّي أمام زواره: "وعدوا، ولكن لا حس ولا خبر"، وردًا على المواقف التي تعلن عن عودة لبنان إلى الحضن العربي، تساءل بري: "طالما أن لبنان عاد إلى الحضن العربي، فكان ينتظر ترجمة هذه العودة على مستوى إعادة الإعمار، ولكن لا يتم تحريك ساكن بعد".

تلاشي الوعود بالإعمار
يعتبر الثنائي أن حزب الله التزم بالمطلوب منه وفق الاتفاق، وقد أخلى جنوب الليطاني، بينما تلاشت الوعود، والناس بدأت تتململ. وهناك خشية من أن يكون مقابل إعادة الإعمار مطالب لا يقوى لبنان على تنفيذها، ترتبط بما يدور في المنطقة. وحسب انطباعات رئيس المجلس، وعلى ما يبدو، فليس اللبنانيون من يربطون مستقبل الوضع بالمفاوضات الأميركية الإيرانية، وإنما غيرهم.

وحيال تواصل الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، يسأل رئيس المجلس: "أين اجتماعات لجنة المراقبة؟ ولماذا لم تعاود الاجتماع بعد تعيين رئيس جديد؟ وهل يكفي اجتماع واحد لصد الخرق الإسرائيلي المستمر على الجنوب؟". وبينما يتخوف لبنان من سلطة شروط جديدة قد تحملها أورتاغوس، تؤكد مصادر مواكبة لحراكها لـ"المدن" أنها ستستطلع مراحل سحب السلاح، وتحدثت عن عتب الولايات المتحدة عما أسمته تقاعس رئيس الجمهورية والحكومة في لبنان عن القيام بما يلزم، وأن أورتاغوس تعتبر أن ترك لبنان يعني عودة حزب الله إلى قوته، ويجب أن نستكمل المسار إلى أن يسلم حزب الله سلاحه بالكامل، وإلا فليترك حزب الله لقدره.
هي مقايضة بين السلاح وإعادة الإعمار، يرفضها الثنائي وقد غادر صمته وانتهت مهلة المئة يوم للحكومة.

غادة حلاوي - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا