"نوايا مجهولة".. ماذا وراء إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا؟
يرى خبراء أن إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا تعكس غموضاً إستراتيجياً يخدم أهدافاً مرنة ومفتوحة، وسط تفسيرات متباينة بين الانسحاب التدريجي أو تعزيز النفوذ العسكري.
وتشير التحركات إلى ارتباطها بتغيرات إقليمية، خاصة الاتفاق التركي-الإسرائيلي شرق سوريا، وتحديات إدارة ملف سجناء داعش.
وبينما يرى محللون أن الغموض مقصود لمنح واشنطن حرية الحركة، وصف آخرون الخطوة بتوزيع المهام بين القوات الكردية والسورية الجديدة.
في هذا الشأن، قال الكاتب والمحلل السياسي طارق عجيب، إن إعادة تموضع قوات التحالف الدولي هي عنوان ضبابي، جرى اختياره عمداً بهذا الشكل، لإتاحة هامش واسع من حرية التحرك للجهات المعنية أولاً، ثم حرية تفسير هذا التموضع لاحقاً، بما يتماشى مع المتغيرات على الأرض.
وأضاف عجيب في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن عملية إعادة التموضع لا تعني زيادة أو تقليص عدد القوات، بل تتعلق بإعادة انتشار نفس العناصر في مواقع جديدة تخدم خطط التحالف الإستراتيجية والعسكرية والأمنية.
وأوضح أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود للولايات المتحدة وحدها، بالنظر إلى ارتباط هذا التواجد بسياساتها الخارجية، وتفاهماتها مع أطراف إقليمية فاعلة على الأرض السورية.
وأشار إلى أن مثل هذه التصريحات تُطلق، بين حين وآخر، بهدف توجيه رسائل سياسية وأمنية متعددة، لكنها – حتى اللحظة – لا تعكس قراراً أمريكياً محسوماً بشأن مستقبل الوجود العسكري في سوريا، ولا ما إذا كانت القوات الأمريكية ستستمر في التمركز هناك أم ستنسحب.
وختم عجيب بالقول إن هذا النوع من التصريحات يندرج تحت عنوان فضفاض ومفتوح، سيفضي بالضرورة إلى اتخاذ خطوات لاحقة من قبل قوات التحالف، سواء عبر تحديث إستراتيجيات التواجد، أو الإبقاء على الوضع الراهن، أو حتى البدء بسحب تدريجي للقوات.
ومن جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي أمجد إسماعيل الآغا، أن هذه التصريحات تأتي ضمن سياق عدد من المتغيرات التي يُتوقع أن تتبلور في الفترة المقبلة، من أبرزها الاتفاق التركي-الإسرائيلي بشأن جعل منطقة شرق سوريا منطقة منزوعة السلاح، على غرار ما حدث جنوبًا، في خطوة يبدو أنها تتم برعاية أمريكية غير معلنة.
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هناك أيضاً تطوراً بارزاً يتمثل في ملف سجون داعش، الذي بات يتصدر أولويات المرحلة، خاصة أن عدد السجناء يُقدّر بالآلاف. ويبدو أن قوات التحالف تعمل على توزيع المهام المتعلقة بهذا الملف بين القوات الكردية والقوات السورية الجديدة، ضمن إطار تفاهمات ميدانية تتعلق بشكل إدارة المنطقة في المرحلة المقبلة.
وفيما يتعلق بالتهديد الأمني، أوضح الآغا أن انتشار تنظيم داعش وتوسعه باتجاه مناطق ما بعد البادية السورية، يفاقم من تعقيدات المشهد، ويجعل من الصعب فرض السيطرة الكاملة على الأرض. ولهذا – بحسب رأيه – جاءت التصريحات الأخيرة بهدف فتح باب دراسة كل السيناريوهات، الممكنة منها وغير الممكنة، في ظل هشاشة الوضع الأمني القائم.
ويرى أن ما بعد الاتفاق التركي مع حزب العمال الكردستاني لن يكون كما قبله، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة مرشحة لتغييرات جذرية في موازين القوى في المنطقة، خاصة في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالبعد الاقتصادي في سوريا، مقابل تركيز بريطاني أكبر على الجانب الأمني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|