عون يعمل على قاعدة "إسعَ ت إسعَى معك" وبعض الداخل يعرقل مساعيه
من عاصمة عربية إلى أخرى ينتقل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، معيداً فتح الطرقات بين بيروت وشقيقاتها العربيات وكانت الرحلة الأولى إلى الرياض.
على أجندة هذه الزيارات عواصم عربية أخرى، يأمل رئيس الجمهورية من خلالها بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع لبنان، بعد تعكيرها على مرّ سنوات طويلة بلغت حدّ القطيعة ووقف السياحة الخليجية في الربوع اللبنانية، ما ترك فنادق ومطاعم لبنان ومعالمه السياحية مقتصرة على السياحة الداخلية و"أهل البيت" والأشقاء العراقيين في عزّ الانهيار المالي، فتراجعت مداخيل السياحة حتى الاضمحلال، وشهدنا على إقفال العديد من المطاعم والفنادق الخاوية، وقد عادت اليوم لتجدد إطلالتها وتنفض الغبار عن أثاثها لإستقبال الإخوة العرب، الذين بدأت طلائعهم بالوصول إلى بيروت من الإمارات العربية المتحدة، التي سارعت إلى تلبية رغبة الرئيس عون برفع حظر السفر عن مواطنيها، ومن المنتظر أن تخطو السعودية خطوة مماثلة، ما يؤمن مداخيل ضخمة للقطاع السياحي بكل تلاوينه من الفنادق إلى المطاعم مروراً بمكاتب تأجير السيارات.
الرئيس عون بدا واثقاً من أن زيارة الكويت ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين "بلدينا وشعبينا الشقيقين"، وقال "سنبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بما يخدم مصالح بلدينا، وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لاسيما في خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم". وهنا يمكن التذكير بالعبارة التي قالها عون قبل سفره إلى الكويت "لقد عدنا إلى العرب وننتظر أن يعود العرب إلينا"، وعلى هذه العودة المرتقبة نشهد تفاعلاً سياحياً واسعاً في بلد يعيش على السياحة ومردودها الذي انقطع منذ تضرر العلاقات اللبنانية-العربية في الحقبة السابقة.
لكن جهود رئيس الجمهورية لإعادة لبنان الى الحاضنة العربية والخليجية لم تَرق لبعض أطراف الداخل والإقليم، إذ قلل الإعلام الدائر في فلك الممانعة من أهميتها، وهذا الفريق بالذات هو من تسبب بالقطيعة، ولا ينفك يطالب بأموال الإخوة العرب لإعادة إعمار ما هدّمته حرب الإسناد المدمّرة على كل المستويات، ما دفع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إلى إصدار بيان يذكّر "جميع وسائل الإعلام اللبنانية، بضرورة التحلّي بالمسؤولية الوطنية والقانونية والأخلاقية، وتهيب بالجميع عدم التطاول، تجنياً أو تلفيقاً أو تركيباً، على أيّ جهة خارجية صديقة للبنان، وخصوصاً من الأشقاء العرب. وبالأخص في قضايا وتوقيت تلامس حدّ التآمر على المصالح الوطنية العامة".
نعم ما تقوم بها وسائل الإعلام المعارضة لعودة لبنان إلى العرب يصل حدّ التآمر على المصالح الوطنية، لأنه يأتي في مرحلة حساسة جداً، يسعى في خلالها الرئيس عون بكل ما أوتي من قوة إلى إنقاذ لبنان ووضعه على سكة التعافي من خلال الاستثمارات العربية وليس التبرعات والمساعدات الآنية. وقد جاءت زيارة الكويت ناجحة بكل المقاييس من خلال الاستعداد الدائم لتقديم المساعدة للبنان وكل ما يطلب في هذا الإطار، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الكويتي في بيروت.
ولأن الكويت لم تحظر سفر مواطنيها إلى لبنان، فمن المنتظر أن نشهد حضوراً كويتياً لافتاً هذا الصيف، وسط معلومات عن ترميم العديد من القصور الكويتية والخليجية في المصايف اللبنانية استعداداً للعودة.
لبنان قدّم كل التسهيلات للإخوة العرب من المطار إلى الطرقات المؤدية إليه وإلى الفنادق وأماكن سكنهم، وخصص خطاً ساخناً لتلقّي شكاويهم وحلّها فوراً، ويبقى أن ننتظر عودتهم لأنّ هذه العودة تؤمن مداخيل قد تتخطى ستة مليارات دولار أميركي، بالإستناد إلى أرقام العام 2023 التي قطعتها حرب الإسناد وتسببت بإلغاء كل الحجوزات المتبقية ذاك الخريف.
جاكلين بولس -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|