شيخ العقل يلتقي السفير الفرنسي مطالبا بضمانات لتعزيز ثقة السوريين بدولتهم
الشرع في فرنسا: خطوة تمهد للتطبيع؟!
بعد الأحداث التي شهدتها مدينة صحنايا غربي العاصمة السورية دمشق وريفها في مدينة جرمانا، والتي استدعت تدخلات إسرائيلية تجسدت في قصف عنيف استهدف محيط قصر الشعب، جاءت هذه الخطوة كرسالة للرئيس السوري أحمد الشرع تفيد بأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي عند حدوث مواجهات قد تمتد إلى أراضيها أو في حالة استخدام الفصائل المتشددة الأراضي السورية لتوجيه ضربات إليها، خاصة من قبل الفصائل الموالية لإيران وبقايا النظام التي لا تزال تبحث عن استعادة نفوذها في المنطقة السورية.
لكن ما تعلنه إسرائيل يختلف عما تبطنه. فلقد صرح كل من نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس بأن هدف الغارات الإسرائيلية هو حماية الدروز، وسط معلومات تفيد بمناشدات من الأكراد والعلويين لحمايتهم من الفصائل المتشددة التي ترتكب مجازر بحقهم سواء في الساحل أو شمال شرق سوريا، فهل ستصبح إسرائيل صاحبة النفوذ في سوريا بعد تراجع النفوذ الإيراني؟
في تصريحات متعددة، عبر الشرع عن رغبته في إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار وعدم نيته أن تكون سوريا مصدر إزعاج لدول الجوار ومنها إسرائيل. يُفهم من هذا أنه مستعد للانخراط في عملية التطبيع التي تعمل إدارة ترامب على تحفيزها مع الدول التي كانت تشكل خطرًا دائمًا على أمن إسرائيل.
بعد زيارة الشرع لدول عربية عدّة، أبرزها السعودية التي رعت مع تركيا المرحلة الجديدة في سوريا، وصل الشرع إلى فرنسا في أول زيارة غربية منذ توليه المرحلة الانتقالية في يناير-كانون الثاني من هذا العام. تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنسبة لمشروع ترامب في المنطقة، في ظل مخاوف من إدارة ترامب من أن تؤدي الفوضى في سوريا إلى عودة نفوذ الأذرع الإيرانية.
وفي حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، اعتبر الصحافي تمام نور الدين أن هذه الزيارة تمنح الشرع شرعية في الغرب، لكونها أول زيارة له للعالم الغربي، و سيسمع الشرع من الإليزيه لهجة حازمة بشأن حماية الأقليات ومحاسبة مرتكبي الجرائم. مع معارضات داخل فرنسا، مثل مارين لوبين زعيمة "التجمع الوطني" التي ترفض زيارته لأنها تعتبر أن يديه ملطختان بالدماء، تلجأ فرنسا إلى البراغماتية.
تشير زيارة الشرع إلى سعي فرنسا لدفع مشروع السلام مع إسرائيل، والذي قد يفتح الباب أمام خطوات تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل مقابل حصول سوريا على الشرعية. هذه المرحلة الجديدة محفوفة بالمخاطر وتخضع للجانب الأمريكي الذي أسند للرياض مسؤولية رعاية القيادة السورية الجديدة. ويظل الشرع مطالبًا بتقديم ضمانات لعلاقات حسن الجوار.
في ظل المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية، يبدو أن واشنطن تسعى لفرض شروطها في المنطقة، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الورقة الحوثية ستكون آخر ما تستخدمه إيران قبل الانصياع وترك المجال لدول الشرق الأوسط لتعالج قضاياها بنفسها.
إيمان شويخ -الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|