محليات

بشأن السلاح.. تقرير أميركي يتحدث عن تحوّل ملحوظ في خطاب "حزب الله"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أن "الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد مؤخرًا أن استمرار عدم الاستقرار في لبنان لا يخدم المصالح الأميركية. وأدلى قاسم بهذه التصريحات عقب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، زعمت إسرائيل أنها استهدفت مستودع أسلحة لحزب الله. وقال، مخاطبًا كبار المسؤولين اللبنانيين: "اضغطوا على أميركا وأفهموها أن لبنان لا يمكن أن ينهض إذا لم يتوقف العدوان". وأضاف أن لواشنطن مصالح في لبنان، وأن "الاستقرار يحقق هذه المصالح"."

وبحسب الموقع، "تُمثل هذه التصريحات تحولاً ملحوظاً عن الخطاب اللاذع المناهض لأميركا الذي اعتاد كبار مسؤولي الحزب استخدامه، كما تُمثل إقراراً علنياً نادراً بمصالح الولايات المتحدة في استقرار لبنان. وهذا يُتيح فرصةً جديرةً بالدراسة من قِبَل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويمنحها دافعاً قوياً للضغط على إسرائيل للامتناع عن شنّ هجمات على أهداف لبنانية. وبخلاف الهجمات الإسرائيلية السابقة على العاصمة اللبنانية عقب اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، لم تدّعِ إسرائيل أن هجومها الأخير كان نتيجة أي عمل مزعوم لحزب الله. وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ أول هجوم له بعد وقف إطلاق النار على بيروت في آذار الماضي بعد إطلاق صاروخين على إسرائيل من جنوب لبنان". 

وتابع الموقع، "رغم تكبده خسائر فادحة في حربه الأخيرة مع إسرائيل، لا يزال حزب الله لاعبًا أساسيًا في لبنان، لا سيما بفضل دعمه الواسع داخل الطائفة الشيعية. وقد انعكس هذا الدعم في موكب تشييع أمبنه العام السابق، حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة جوية إسرائيلية في أيلول الماضي. ولكن على الرغم من كل هذا، فإن الأحداث في سوريا المجاورة، حيث تعرضت بعض الطوائف العلوية والدرزية للقتل والمجازر في ظل النظام الجديد الذي يقوده السنة، قد عززت الدعم الشيعي لحزب الله باعتباره حاميهم الأكثر موثوقية ضد التهديد السني". 

وأضاف الموقع، "نتيجةً لذلك، من المرجح أن يُترجم اعتراف حزب الله العلني بالمصالح الأميركية في لبنان إلى قبول شعبي أوسع بكثير في كل أنحاء البلاد. علاوةً على ذلك، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الحزب سيلتزم بوعده. فبينما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة، التي لا تزال تعتبر الحزب منظمةً إرهابية، وحزب الله عدائيةً تاريخيًا، إلا أن هذا العداء ينبع في المقام الأول من دعم واشنطن لإسرائيل، وليس من معاداة أميركا الأيديولوجية. على حد تعبير بول بيلار، الخبير السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية والباحث غير المقيم في معهد كوينسي، فإن الحزب "لم يسع قط إلى إثارة النزاعات مع الولايات المتحدة بناءً على أيديولوجية عابرة للحدود الوطنية شبيهة بتنظيم القاعدة". ويوضح بيلار أيضًا أن هجوم ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، الذي أودى بحياة 241 جنديًا أميركيًا ونُسب إلى حزب الله، مع أنه لم يكن موجودًا فعليًا كمنظمة رسمية آنذاك، كان نتيجةً لدعم أميركي مُتصور للهجوم الإسرائيلي على لبنان واحتلاله للجزء الجنوبي من البلاد".

وبحسب الموقع، "صرّح مسؤولو حزب الله مؤخرًا علنًا بأن مشاكلهم مع الولايات المتحدة لا تنبع من العداء تجاه واشنطن بحد ذاتها، بل من سياساتها، وخاصة دعمها لإسرائيل. وفي مقابلة مع الموقع في آذار، أشار النائب عن حزب الله، علي فياض، إلى أن الحركة الشيعية اللبنانية "لم تكن لديها مشاكل ثنائية مع الأميركيين"، وأن سياسات واشنطن المؤيدة لإسرائيل هي سبب هذا العداء. وفي الوقت عينه، حذّرت وثائق حكومية أميركية من أن تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان يهدد المصالح الأميركية، مما يُشير إلى ضرورة سعي واشنطن لكبح جماح إسرائيل. وحذر التقييم السنوي للتهديدات الذي أصدرته أجهزة الاستخبارات الأميركية في آذار من أن "استئناف العمليات العسكرية المطولة في لبنان قد يُؤدي إلى تصاعد حاد في التوتر الطائفي، ويُقوّض

قوات الأمن اللبنانية، ويُفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير"."

وتابع الموقع، "في الواقع، يُهدد تجدد الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب ضد لبنان مصالح الولايات المتحدة، لا سيما وأن واشنطن استثمرت بكثافة في دعم قائد الجيش السابق جوزاف عون في انتخابه رئيسًا في كانون الثاني. وينبع هذا الدعم من دعم واشنطن طويل الأمد للجيش، وهو أحد أقرب شركاء واشنطن الإقليميين. إن تصاعد النزعة الطائفية، إلى جانب تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية، من شأنه أن يُقوّض موقف عون بشكل خطير، وبالتالي موقف الولايات المتحدة. ولعلّ الأهم من ذلك، أن إضعاف أجهزة أمن الدولة يُقوّض هدف واشنطن المُعلن المتمثل في تحمّل الدولة المسؤولية الكاملة عن أمن البلاد. كما أن كبح جماح إسرائيل من شأنه أن يُسهّل جهود عون لحل مسألة ترسانة حزب الله الهائلة، وهي مسألة خلافية، والحصول على احتكار الدولة لحيازة الأسلحة. وقد أكد عون عزمه على معالجة هذه المسألة من خلال حوار وطني يضم الحزب، بدلاً من اتباع نهج أكثر صدامية، لا بل إن عون اقترح دمج عناصر حزب الله في الجيش". 

وأضاف الموقع، "إن الضغط على إسرائيل للامتناع عن التصعيد غير الضروري من شأنه أن يعزز موقف عون وربما يجعل حزب الله أكثر تعاوناً مع مبادرات الرئيس اللبناني. في المقابل، رفض بعض المحللين في واشنطن نهج عون ووصفوه بأنه غير عملي. وجادل تحليل سياسي أجراه ديفيد شينكر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، المؤيد لإسرائيل، بأن دمج عناصر حزب الله في الجيش لن يتوافق مع هدف نزع سلاح الحزب. كما أكد أن دمج عناصر حزب الله من شأنه أن "يضعف" الجيش، وأن الوقت قد حان لنزع السلاح بالقوة إذا لزم الأمر. تُعطي هذه الحجة الأولوية لنزع سلاح الحزب على اعتبارات أخرى، مما يجعلها أقرب إلى أهداف إسرائيل مقارنةً بأهداف الولايات المتحدة. ومن شبه المؤكد أن أي محاولة من جانب الجيش لنزع سلاح حزب الله بالقوة ستؤدي إلى صراع أهلي وإضعاف الجيش بتقسيمه على أسس طائفية، أو إثارة انشقاق ضباط وجنود شيعة في صفوفه، مما يُضعف بشدة المؤسسة الوطنية التي استثمرت واشنطن الكثير في تعزيزها". 

وبحسب الموقع، "علاوة على ذلك، يُمكن القول إن دمج مقاتلي حزب الله في الجيش سيُعزز المؤسسة بدلًا من إضعافها. فالعديد من مقاتلي الحزب مُحنّكون في المعارك نتيجة مشاركتهم في العمليات العسكرية ضد إسرائيل أو خلال الحرب الأهلية في سوريا. وقد بُدّدت أي مخاوف من تسلل

إيران إلى الجيش عبر حزب الله في مثل هذا السيناريو برفض عون مؤخرًا نموذجًا يُشبه الحشد الشعبي العراقي في لبنان. بعبارة بسيطة، فإن مبادرات عون تستحق الدعم الأميركي، لأن هذا من شأنه أن يتوافق مع المصالح الأميركية في دولة لبنانية مستقرة وموحدة قادرة على وضع الأساس لإنعاش الاقتصاد، وجذب الاستثمارات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها، والتعامل مع مشاكل الفساد والمحسوبية التي طال أمدها". 

وختم الموقع، "يُحسب لإدارة ترامب ميلها إلى تغليب المصالح الأميركية على المصالح الإسرائيلية، كما يتضح من المحادثات النووية الجارية مع إيران، وهذا يُتيح تفاؤلاً حذراً بإمكانية اتباعها نهجاً مماثلاً في لبنان، مما يُتيح فائدة إضافية تتمثل في تسهيل التفاهم مع طهران". 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا