قبيل الزيارة.. كيف تريد إسرائيل استغلال وجود ترامب بالمنطقة؟
بلديات لبنان.. حزب الله يجهض المنافسة الانتخابية بسلاح "التزكية"
قال محللون سياسيون لبنانيون إن "حزب الله" عمل في غالبية مواقع بيئته الحاضنة في لبنان على إنجاز توافق بين الشخصيات المتنافسة في الانتخابات البلدية التي انطلقت مرحلتها الأولى مؤخرًا، مع إنتاج لوائح تفوز بالتزكية، حتى لا يدخل التنافس في مناطقه.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الميليشيا اللبنانية تستهدف، من عدم وجود منافسة في الانتخابات البلدية في بيئتها الحاضنة، غلق أي مجال أمام ظهور ائتلافات أو تيارات جديدة من المعترضين على سلوك "حزب الله"؛ ما يعرضه لأزمة في مناطقه، ويكون بداية تأثيرات في حضوره السياسي، وخروج أصوات ضده، يكون لها انعكاسات على الانتخابات النيابية القادمة الأهم للتنظيم، وذلك بعد أن ذهب بقرى وبلدات، ولا سيما في الجنوب، إلى الدمار، نتيجة لسياساته التي جاءت بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وتُجرى الانتخابات البلدية في لبنان بعد أن تأجلت 3 سنوات متتالية، على 4 مراحل، جاءت الأحد الماضي المرحلة الأولى المخصصة لـ"جبل لبنان"، والتي تضم مناطق بالضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، والتي تعتبر المقر السياسي لـ"حزب الله".
وتستمر الانتخابات البلدية في المحافظات اللبنانية، الأحد من كل أسبوع حتى نهاية الشهر الجاري، لتكون المرحلة الأخيرة في الجنوب، حيث الحضور الكبير للحاضنة الشعبية لـ"حزب الله".
وشهد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، انطلاق أعمال الانتخابات البلدية من غرف العمليات بوزارة الداخلية، والمخصصة لمتابعة سير هذا الاستحقاق والتنسيق مع البلديات وتلقي الشكاوى، التي استقبل الأعداد الأولى منها رئيس الجمهورية من داخل الغرفة، ووقف على كيفية التعامل معها من جانب القائمين على ذلك.
ويقول الباحث السياسي اللبناني، قاسم يوسف، إن الانتخابات البلدية في لبنان لا تتخذ في تاريخها بعدًا سياسيًّا واضحًا، إذ إن غالبية التنافس في القرى يكون ذا طابع إنمائي، وكثيرًا ما يكون عائليًّا حادًا، باستثناء العاصمة والمدن الكبرى، حيث يكون هناك تنافس واضح بين أحزاب وشخصيات سياسية تدعم هذه اللائحة أو تلك.
وأضاف "قاسم" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مع الجولة الأولى لم يتم الوقوف على تنافس سياسي حاد بين الأقطاب الحزبية، باستثناء بعض البلديات التي تُعد على أصابع اليد الواحدة، ولم تكن هناك مواجهة بين المشروعين السياسيين التقليديين، سواء 8 أو 14 آذار أو الأحزاب النشطة في لبنان، لأن هذه الجولة ليست في العاصمة أو المدن الكبرى التي ستشهد هذا التنافس.
وبيّن "قاسم" أنه منذ إعلان تحديد وقت انتخابات البلديات، عمل "حزب الله" في غالبية القرى التي له حضور فيها على إنجاز توافق بين الشخصيات المتنافسة، وإنتاج لوائح تفوز بالتزكية حتى لا يدخل التنافس في هذه المناطق، وهو ما سينعكس عليه بشكل أو بآخر، بظهور ائتلافات أو تيارات جديدة من المعترضين على سلوكه، ما يعرضه لأزمة في مناطقه، ويكون بداية تأثيرات في حضوره السياسي وخروج أصوات ضده، بعد أن ذهب بقرى وبلدات إلى الدمار، على خلفية سياساته التي نتجت عنها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وأفاد "قاسم" أن انتخابات البلديات لن تعكس ما يدور في أوساط لبنانية، من بينها البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، من مؤشرات تراجع الشعبية أو وجود قبول له من عدمه، بعد أن أقحم البلد في المعترك الحالي المستمر منذ الحرب الإسرائيلية، بقدر الانتخابات البرلمانية التي ستقدم الصورة الأشمل، سواء بحقيقة مؤشرات الشعبية، ومدى قبول الأحزاب الحليفة التعامل مع التنظيم في هذا الصدد، وحصوله على مقاعد على أثر ذلك.
فيما يوضح المحلل السياسي اللبناني، بيار منير، أن انعقاد الانتخابات البلدية للمرة الأولى منذ 9 سنوات، بعد تأجيلها 3 سنوات متتالية، يؤكد المضي في ترتيب كافة مؤسسات الدولة وسلطاتها، وقيام كافة الجهات بمهامها، والتخلص من تعقيدات كانت تريد إبقاء وضع الانفلات بوجود أشخاص بعينهم، حتى لو على المستويات التحتية.
ويؤكد منير لـ"إرم نيوز"، أن انطلاق هذه الانتخابات تحمل رسائل للداخل والخارج، حيث استكمال الإجراءات وبناء الدولة، وقيام كل مؤسسة بدورها، ليدرك المجتمع الدولي أن هناك بلدًا يسترد عافيته ويتفاعل مع الدوائر العربية والدولية، والسير في الإصلاحات، فضلًا عن رسالة تأكيد للداخل بأنه لا صوت يعلو فوق صوت الدولة بكافة مؤسساتها.
ونبّه منير إلى أنه رغم أنها انتخابات يكون فيها الصوت للعائلات بشكل كبير، فإن هناك أجواء تتحدث عن أنها انطلاقة للوصول إلى الانتخابات النيابية الأهم، التي سيكون فيها تعبير عن رفض ما عاشه لبنان من دمار وفقدان الدولة هيبتها، ومغامرات من "حزب الله" جعلت البلد مستباحًا من إسرائيل، في ظل تسديد ثمن مواقف لا تخص لبنان ولا تعبر عنه، وتعمل لصالح محاور في المنطقة، في إشارة إلى إيران.
وذكر المحلل السياسي اللبناني أن هناك إصرارًا على بناء الدولة اللبنانية، وسط تحفيز عربي بالمقام الأول لدعم لبنان، وأن يكون هناك إعلاء للدولة ضمن مؤسساتها، في ظل توافق رئيس جمهورية قوي، ورئيس حكومة، ورئيس لمجلس النواب، على أن يكون لبنان حاضرًا لمواطنيه بمؤسساته.
وختم قائلًا إن هذا الاستحقاق "بروفة" للانتخابات البرلمانية التي ستكون بعد سنة ونصف السنة، ورغم أن العائلات تحكم الانتخابات البلدية بشكل كبير في القرى، وهو أمر طبيعي ومتجدد على مستوى البلديات، فإنه في المدن الكبرى، وفي الصدارة العاصمة بيروت، تحضر التيارات السياسية التي سيكون لها بعض التحولات، التي ستظهر في الجولات القادمة، ولا سيما في الجنوب، الذي يحمل قطاعًا كبيرًا من البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، ما سيظهر بعض المؤشرات التي سيكون عليها البناء للاستحقاق الأهم، وهو الانتخابات البرلمانية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|