ما الآثار الإيجابية والسلبية للألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية؟
"حماية الدروز".. كيف يؤثر تدخل إسرائيل على موازين القوى في سوريا؟
في لحظة فارقة، أشعلت بلدة أشرفية صحنايا، جنوب غربي دمشق، فتيل أزمة مرشحة للتوسع.. اشتباكات دامية، سقوط قتلى، واتهامات متبادلة.. لكن التطور الأخطر.. دخول إسرائيل رسميا على خط المعركة، تحت عنوان "حماية أبناء الطائفة الدرزية".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعلن بنفسه عن ضربة عسكرية نُفذت داخل الأراضي السورية، ضد ما أسماه "مجموعة متطرفة" كانت تستعد لاستهداف مدنيين دروز في أشرفية صحنايا، خطوة وصفها البعض بـ"التحول الاستراتيجي"، إذ لم تكتف إسرائيل بالتهديد، بل تدخلت فعليا وبشكل مباشر، عسكريا، داخل العمق السوري.. لكن لماذا صحنايا؟ ولماذا الآن؟
صحنايا ليست مجرد بلدة، بل إحدى خطوط التماس المعقدة بين النظام السوري والمجتمعات المحلية، وبالتحديد الدروز، الذين يقطنون هذه المنطقة بتركيبة حساسة، والاشتباكات التي اندلعت هناك، لم تكن فقط نزاعا محليا، بل نتيجة تراكمات من التوترات الطائفية، والانقسامات الأمنية، وخشية من استهداف جماعي قد يغير ديمغرافيًّا المنطقة.
التدخل الإسرائيلي في أشرفية صحنايا يكشف عن تحول استراتيجي خطير في العقيدة الأمنية لتل أبيب، حيث تجاوزت ضرباتها التقليدية ضد إيران وحزب الله لتتدخل مباشرة في قضية داخلية سورية بطابع طائفي–محلي، بذريعة حماية الطائفة الدرزية.
التسجيل الصوتي الذي نُسب لأحد شيوخ الدروز وأُشيع أنه يحمل إساءة للنبي محمد، كان الشرارة، لكنه لم يكن السبب الحقيقي، السبب الأعمق يكمن في صراع النفوذ، بين الدولة السورية التي تحاول إعادة بسط سيطرتها الكاملة، وبين مكونات محلية فقدت الثقة بالمؤسسات الرسمية، ولجأت إلى السلاح لحماية نفسها، وفق مراقبين.
ما يُقلق في المشهد، وفق المراقبين، ليس فقط سقوط الضحايا، بل اختراق إسرائيل للمعادلة، فمن خلال تدخلها، ترسل تل أبيب رسالة مزدوجة، الأولى داخلية، لأبناء الطائفة الدرزية في الجولان والجليل، الذين ارتفعت أصواتهم مطالبة بالحماية والتدخل. والثانية إقليمية، بأن أي تهديد للمكون الدرزي في سوريا سيقابل برد عسكري إسرائيلي مباشر.
هذا التدخل، وإن كان تحت غطاء "التحذير"، يُعيد فتح ملفات عسكرية وسياسية مغلقة منذ سنوات، أبرزها، أين تقف خطوط الاشتباك بين سوريا وإسرائيل؟ وهل تصبح حماية الطوائف ذريعة لتدخلات مستقبلية أوسع في الجنوب السوري؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|