البلديّات في الجبل "مخلوطة "... جنبلاط "لا يقسو" على ارسلان في عاليه وفي الشوف "ممنوع اللعب"
الانتخابات البلدية في الجبل "مخلوطة وما حدا بيعرف مين مع مين ومين ضد مين". وجنبلاط الذي يراقب الانتخابات البلدية عن بُعد، دون تدخلات مباشرة الا في بعض القرى الشوفية الحساسة على كتف المختارة كالباروك وغيرها، تبقى عيونه شاخصة على الاستحقاق النيابي في ايار ٢٠٢٦، ويتصرف في منطقة عالية بليونة، مع تعليمات صارمة بالابتعاد عن القسوة والمعارك مع ارسلان، والحرص على المجيء بالاكفاء ودعم التوافقات والانفتاح على الاحزاب.
وحسب المراقبين للتحضيرات الانتخابية في عالية، فان عدم دخول الحزب "التقدمي الاشتراكي" المباشرعلى خط تشكيل اللوائح في القرى الدرزية، اخلى الساحات للعائلات و"الجبوب"، وتقدمت الولاءات العائلية والاعراف على الانتماءات الحزبية، وباتت مصلحة العائلة فوق مصلحة الحزب، كما غابت البرامج وسجلت ظاهرة لافتة تمثلت بانخراط رجال الأعمال في غمار العمل البلدي عبر ترشيحات واسعة. كما شكلت غزارة الترشيحات النسائية "بقعة ضوء"، بالمقابل فان لوائح المرشحين غاب عنها الخريجون والجامعيون، مع تقدم التقليد، وحرص العديدين من رؤساء البلديات الحاليين على الترشح مرة جديدة... "السلطة بتغري".
في منطقة عالية، لكل بلدية ظروفها وتحالفاتها، وهذا ما ادى الى بروز ظواهر عجيبة غريبة استثنائية في التحالفات:
- في مدينة الشويفات نزل جنبلاط عند خاطر ارسلان، وتم تجديد البيعة للرئيس الحالي نضال ديب الجردي، الذي يحظى بدعم أبناء المدينة.
- في عاليه فالامور حسمت للرئيس الحالي وجدي مراد، رغم "عنعنات" النائب أكرم شهيب.
- في بيصور "ام الشهداء"، فان التنافس ليس حزبيا ولا عائليا، وعناصر الاحزاب والعائلات مقسومين بين اللوائح الثلاث، مع التوافق على ان " مصلحة بيصور فوق كل اعتبار.
- الصورة في عرمون لا تختلف عن بيصور مطلقا، في ظل تنافس بين لائحتين: الأولى برئاسة فراس فضيل الجوهري ابن رئيس البلدية الحالي، ويميل الحزب "الديموقراطي اللبناني" الى دعم هذه اللائحة، رغم وجود مؤيدين لكل الاحزاب في صفوفها. واللائحة المنافسة برئاسة حسام الجوهري، مع دعم من "الاشتراكي"، كما تضم في صفوفها مختلف الألوان، وهذا مؤشر على الانقسامات الحزبية و العائلية.
- وتبقى الطامة الكبرى في كفرمتى من خلال الصورة " العجائبية الفريدة" للوحة البلدية، عبر التحالف الاستثنائي غير المسبوق بين الحزبين "الديموقراطي اللبناني" و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" في لائحة فادي بشير الغريب. وفيما النائب اكرم شهيب يدعم لائحة الغريب، فان "الاشتراكي" ترك الحرية لمناصريه. اما اللائحة المنافسة برئاسة امين معروف مصلح، فهي مدعومة من الاقليات العائلية و"التغيريين"، وتأخذ المنافسة طابعا درزيا - درزيا، لان المرشحين المسيحيين الخمسة لا منافسين لهم، لكن القلق يبقى من عمليات التشطيب وتطيير المرشحين المسيحيين، وهذا الامر تعمل اللائحتان على تفاديه لضمان التمثيل المسيحي.
- في عبية هناك لائحتان من الاحزاب والعائلات المقسومة.
ـ في عين عنوب يتقدم رئيس البلدية الحالي جمال عمار في مواجهة لائحة اخرى.
- يبقى التنافس في بتاتر داخل الحزب الواحد والعائلة الواحدة آل غريزي، التي تدين بالولاء المطلق لجنبلاط.
- وفي الشوف، فان التدخل الجنبلاطي يبدو مغايرا كليا عن عاليه، مع متابعات لأوضاع القرى، من اجل وصول الاكفاء، دون الغاء دورالعائلات وتحديدا في عماطور، فالرئاسة في الدورة الحالية لعائلة عبد الصمد، بينما كانت لعائلة ابو شقرا. وتعتبر البلدة خزانا للحزب "الشيوعي" اللبناني وقياداته.
- في القرى الدرزية الاخرى، فالصراعات جنبلاطية- جنبلاطية بحتة، وكل الطرق تؤدي الى المختارة.
- في الجاهلية مسقط رأس وئام وهاب، فان الامور ذاهبة الى التوافق.
وفي القرى الدرزية - المسيحية المشتركة، فقد سجل "للقوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" مبادرات ايجابية، عبر التوافق على المرشحين، لضمان التمثيل المسيحي بتشجيع من "الاشتراكي والاحزاب الاخرى".
- في القرى المسيحية الصافية، فان "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب" "مقبرين بعضن" دون سقوف، وكل طرف يستنجد بالعائلات والفاعليات.
واللافت، ان "القوات" نزلت بكل ثقلها في الاستحقاق، وتتقدم في معظم القرى باستثناء الودايا، وعنوان المعارك " لمن الامرة" في الجبل مسيحيا، لكن الجواب على السؤال الاساسي ما زال مفقودا "هل تبقى العودة مقتصرة على "الويك اند" والمناسبات الاجتماعية فقط، وعدم الانخراط في دورة الحياة من كل النواحي.
- ورغم نزول الاحزاب المسيحية بكل ثقلها، فان ذلك لا يلغي دور الفاعليات والعائلات والروابط المسيحية، مع تقدم "الارث الشمعوني" في دير القمر والدامور.
- في اقليم الخروب، فان التقدم لـ "تيار المستقبل" امر محسوم باعتراف الجميع، ويضاهيه قوة الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"الجماعة الإسلامية".
- ومع انسحاب "المستقبل" من المعارك البلدية، و"الاشتراكي" من الترشيحات في شحيم، فان الدور بات للعائلات والفاعليات والوجهاء، وهذا هو حال قرى اقليم الخروب كلها.
ـ تبقى برجا الاستثناء، مع ترأس المهندس ماجد ترو شقيق النائب "الاشتراكي" السابق علاء ترو اللائحة الرئيسية.
- اما في القرى المسيحية في الإقليم فالصورة مطابقة كليا لعاليه والشوف.
وحسب المراقبين لخريطة التحركات الحزبية خلال الاستحقاق: "الاشتراكي" على الحياد، الحزب "الديموقراطي اللبناني" رمى بكل أوراقه، "القوات اللبنانية" الاكثر حضورا، "التيار الوطني الحر" يلملم اوراقه، "القومي" يعمل ضمن الامكانيات، ويبقى التواجد الشمعوني هو الثابت، والحضور الكتائبي على حاله. كما يسجل تحركات لافتة للنائب مارك ضو.
5 ايار لن يكون يوما آخر، لان الجروحات التي خلفتها الانتخابات البلدية ستكون كبيرة، ولن تلتئم الا مع الانتخابات النيابية في ايار 2026، وعندها ستظهر الاحجام الحقيقية.
رضوان الذيب -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|