طهران "راضية" عن سير المحادثات: الاتفاق ممكن
«أكثر جدّية من السابق»؛ هكذا وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة المحادثات الثالثة التي جمعت وفدَي إيران والولايات المتحدة المفاوضَيْن في مسقط، أول أمس، وعُقدت، هذه المرّة، على مستوى الخبراء الفنيّين للطرفَين، فيما قال عراقجي إنها كانت «أكثر جزئية وفنية وتكتيكية» من الجولتَين السابقتَين اللتَين ركّزتا بشكل أكبر على تحديد الأطر.
وکشف عراقجي، في حديث إلى مراسل التلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط، أن «هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل»، وأن بعضها «خطير جداً، وبعضها أقلّ خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة». ومع ذلك، قال: «أعتقد بأنّنا تقدّمنا بشكل جيّد حتى الآن. أنا راضٍ عن عملية المفاوضات وسرعتها.
أعتقد بأنها تسير بشكل جيد ومُرضٍ»، مشيراً إلى أن المحادثات تمّت في «أجواء جدّية وعملية للغاية»، ومجدّداً القول إن إيران تفاوض «فقط» حول الملف النووي. وفي المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رسمي أميركي، وصفه الجولة الثالثة بـ»الإيجابية» و»البنّاءة»، مع أنه «لا يزال هناك الكثير ممّا يجب فعله، غير أن مزيداً من التقدُّم تحقَّق على طريق التوصّل إلى اتفاق».
ومع اختتام جولة السبت، أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعیدي، عبر حسابه في منصة «إكس»، أن «المحادثات الأميركية - الإيرانية ناقشت المبادئ الأساسية والأهداف والمخاوف الفنية، وستستمرّ الأسبوع المقبل من خلال اجتماع آخر رفيع المستوى، من المقرّر مبدئياً عقده في الثالث من أيار/ مايو المقبل».
ومن جهته، لفت عراقجي إلى أنه «من المحتمل أن تكون الجولة التالية السبت المقبل، وستقوم الدولة المضيفة، وهي عمان، بترتيب التفاصيل وإبلاغ الطرفين». وفي سياق متّصل، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مصدر، إلى أنه «من المُرجّح أن تُعقد الجولة الرابعة خلال الأسبوعين المقبلين. استمرار المحادثات يظهر أن الطرفين، جادّان».
وفيما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن خلافاً رئيسياً برز بين طهران وواشنطن خلال الجولة الثالثة حول استمرار تخصيب اليورانيوم والبرنامج الصاروخي الإيراني، أكّدت صحيفة «إيران» الحكومية أن «الموضوع النووي والعقوبات فقط»، يشكّلان مادة المحادثات، وأن «الطرف الإيراني لا يناقش أيّ موضوع آخر».
وقالت الصحيفة: «لقد أمسكت الفرق الفنية، وبمواكبة الدبلوماسيين، بدفّة المحادثات الشاقّة، بما فيها متاهات العقوبات، وتحمّلت عبء أكثر أقسام المحادثات حساسيّة.
المحادثات يجب أن تمرّ عبر الطبقات الدقيقة والفنية للبرنامج النووي، حيث النقاشات الخلافية لا تزال موجودة. ووضع الطرفان شروطهما وانتظاراتهما على الطاولة، بحيث جعلت هذه الصراحة، أرضية المحادثات، أكثر تصلبّاً وحساسيّة».
من جانبها، أشارت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، في مقال للمختصّ في الشؤون الدولية حسن بهشتي بور، إلى «تخطّي فريقَي المفاوضات الإيراني والأميركي الخطوط العريضة والولوج في التفاصيل. وعلى الرغم من أن الاتفاق المُنتظر يواجه تحدّيات مِن مِثل نسبة التخصيب ومصير مخزونات اليورانيوم المُخصّب، غير أن الاقتراحات المرحلية، والاستثمارات الأميركية في المشروعات الطويلة الأمد، وهيكلية الخطوة مقابل خطوة للالتزامات، يمكن أن ترفع بشدّة من ثمن انسحاب واشنطن المحتمل من الاتفاق».
أما صحيفة «وطن أمروز (وطن اليوم)» الأصولية فتطرّقت، في تحليل، إلى الأهداف الإيرانية في المحادثات؛ إذ رأت أن «ما هو مهمّ بشكل جوهري للفريق الإيراني، هو رفع العقوبات الظالمة، إلى جانب صَون الإنجازات النووية للبلاد؛ كما أن مفاوضي الجمهورية الإسلامية أبلغوا الطرف الآخر بجهوزية بلادهم لبناء الثقة في ما يخصّ برنامجها النووي. وبما أن هذا البرنامج سلمي بالمطلق، فإن إيران لا تشعر بقيود في مجال بناء الثقة، طالما أن ذلك لا يمسّ بأمنها القومي». ورأت الصحيفة أن «اتّفاقاً مستداماً لن يحصل من دون الاهتمام بالحقوق المشروعة لإيران. فاحترامها، يشكّل توطئة ضرورية للوصول إلى اتفاق رابح - رابح للطرفين».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|