الصحافة

سياسة الفاتيكان اللبنانية: ثبات مع كل البابوات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تدخل السدّة البابوية مرحلة جديدة بعد رحيل البابا فرنسيس. ومن المتوقّع بدء جلسات الانتخاب في 7 أيار المقبل ، وتتوالى إلى حين تصاعد الدخان الأبيض. ويترقّب لبنان كما العالم من سيخلف فرنسيس على عرش كرسي بطرس.

يجمع الفاتيكان بلبنان علاقات متينة تكرّست منذ إعلان الكنيسة المارونية ارتباطها بالفاتيكان بعد انشقاق الكنيسة. وكان موقف البطريركية المارونية واضحاً وهو: من يجلس على كرسي بطرس نكون معه، وهكذا حصل.

واشتدّت أواصر العلاقة بين الفاتيكان والموارنة، وعند نشأة لبنان الكبير عام 1920، اطمأن الكرسي الرسولي إلى مستقبل الموارنة والمسيحيين في البقعة الجغرافية التي كانت أرض المسيح.

رحل البابا فرنسيس ولبنان لم يشف من كل جراحه. فهو الذي وقف إلى جانب بلاد الأرز منذ انتخابه وواكب الفراغ الرئاسي الأول عام 2014 والفراغ الثاني عام 2022، وبارك ثورة الشباب في 17 تشرين 2019، وصلّى من أجل وقف الحرب الأخيرة وقيام الدولة ومكافحة الفساد.

يلعب الشخص دوراً بارزاً في نسج العلاقات، لكن علاقة الفاتيكان مع لبنان ثابتة وصامدة. ويتجلى الدور الفاتيكاني في جذب العطف الدولي كلما حلّت أزمة. صحيح أن الجناح اللبناني المغترب يلعب دوراً مهماً في تحريك الرأي العام، لكن هناك استغراباً من بعض الجهات من استنفار العالم تجاه لبنان عند حصول أزمة تكون أصغر بكثير من أزمات دول الجوار، وعدم تحرّكه بالحماسة نفسها إذا وقعت أزمة في الدول المجاورة.

ينسج الفاتيكان علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ويحاول تأمين مظلة أمان دائمة للبنان، ويتجلّى هذا الموضوع في كل استحقاق، وانطلاقاً من كل هذا، وعلى رغم ثقل خسارة البابا فرنسيس، ترى الكنيسة في لبنان أن لا تغيّر في سياسة الفاتيكان تجاه لبنان بغض النظر عن هوية البابا الجديد.

وتنطلق سياسة الفاتيكان من إطار مؤسساتي لا شخصي، وعمل المؤسسات يتميّز بالاستمرارية. وترتاح الكنيسة إلى اهتمام الفاتيكان بمسيحيي لبنان والشرق. ويعتبر الكرسي الرسولي أن دور لبنان يتعزز بحفظ العيش المشترك والتواجد المسيحي، فعند اختلال الميزان الداخلي تسقط الصيغة اللبنانية، وأهمية لبنان أنه البلد الوحيد في الشرق الذي يرأسه مسيحي، ويعمل الفاتيكان على الحفاظ على هذه الميزة الفريدة. في وقت يرفض الكرسي الرسولي تقليص الحضور المسيحي وتقزيم الدور.
يعمل الفاتيكان على تحييد لبنان عن أزمات المنطقة ووقف الحروب، وسيستمرّ بسياسته الهادفة إلى صون البلد وعدم تعرضه للتدمير.

سيتابع البابا الجديد الوضع في الشرق الأوسط ككل، ولن تغيب حروب غزة ولبنان وأوضاع سوريا عن خريطة الاهتمامات البابوية، وسيكون البابا متابعاً لأدق التفاصيل ولن يترك لبنان لوحده حسب الكنيسة. ومعروف أن دبلوماسية الفاتيكان هي من الأنشط عالمياً وتستطيع تحريك الملفات وستكون إلى جانب لبنان في المواضيع والأزمات الشائكة، ولن تتوانى عن مساندة بلد الأرز.

تطمئن الكنيسة إلى المستقبل، وتعتبر أن أي بابا سيكون إلى جانب الشعب أولاً والدولة ثانياً، فالفاتيكان قد يكون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تتحرّك وفق مصالحها، وأي نشاط تقوم به يأخذ بالاعتبار الوضعية اللبنانية ومساندة مطالب الشعب المحقّة في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن وعدم الغرق في آتون العنف وتحقيق العدالة في النظام وصون السيادة والاستقلال ومحاربة الفساد ووقف سرقة مال الشعب.

وإذا كانت القضية اللبنانية حاضرة في الفاتيكان، فيبقى التنسيق الأهم مع البطريركية المارونية، فالفاتيكان يمنح البطريرك الماروني ثقة مطلقة. وحصر كل تعاطٍ سياسي من الرهبانيات المارونية منذ عام 1986 بيد البطريرك. وسيتابع البابا الجديد الملف اللبناني والكنسي مع البطريرك الماروني مع التأكيد على أن لبنان يدخل في صلب اهتمامات الكرسي الرسولي.

ألان سركيس - "نداء الوطن"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا