الصحافة

كيف تحاصر "إسرائيل" العرب ؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حتى لو أبدلوا الطواف حول الكعبة بالطواف حول الهيكل. من االقوس الاستراتيجي على البحر المتوسط (اسرائيل واليونان وقبرص) الى القوس الاستراتيجي على البحر الأحمر (اسرائيل وأثيوبيا وأرض الصومال). العرب ليسوا فقط خارج الزمان. أيضاً خارج المكان. ربما كانت ظاهرة جينية أن نبقى، وكما وصفنا برنارد لويس، كثباناً رملية وتذروها الرياح ...

تحدثنا عن التفوق التكنولوجي الاسرائيلي الذي يقاس بالسنوات الضوئية. الآن الحديث عن التفوق الاستراتيجي، ومنذ أن رأت المؤسسة اليهودية انشاء حزام اقليمي حول المشرق العربي، من الشاه محمد رضا بهلوي الى الرئيس جلال بايار، ثم الى الأمبراطور هيلاسيلاسي. في هذه الحال، أين هي مصر التي بين هذين القوسين، لا سيما ذلك القوس الذي يمتد من أعالي القرن الأفريقي الى ميناء بربرة، وحيث تعتزم اسرائيل انشاء قاعدة عسكرية عند تخوم خليج عدن وعلى مقربة من باب المندب ؟

كم تعالت الدعوات للعودة الى الحضن العربي، كما لو أن العرب ليسوا بين الحضن الأميركي والحضن الاسرائيلي. لا حالة عربية يمكن أن نسند رؤوسنا اليها حتى إن منتجاتنا الزراعية استخدمت للضغط السياسي والاقتصادي علينا. هل هي معادلة قايين وهابيل أم هي معادلة المناذرة والغساسنة ؟ كل ذلك حتى نستجيب لدعوة اسرائيل، وبالنيران، لنزع سلاح "حزب الله" الذي، وعلينا أن نصدق قناة "فوكس نيوز" الأميركية، لا يهدد فقط الأمن الاستراتيجي للشرق الأوسط بل والأمن الاستراتيجي للعالم.

نستذكر ما كتبنه صحيفة "عكاظ" السعودية في 2 أيلول المنصرم من "ان الضمانة الوحيدة لأمن ووجود الدولة، أي دولة، للأسف هو السلاح النووي. ومن دون هذا السلاح لا يمكن التعايش مع كائنات نازية فاشية مثل الكيان النازي المحتل لفلسطين، ولا يمكن التعايش مع الفاشية الصهيونية". بالرغم من هذا الكلام، لماذا الاصرار العربي على نزع سلاح الحزب بوجود مئات الرؤوس النووية الاسرائيلية ؟

وكنا قد لاحظنا معارضة الصحف الاسرائيلية لبناء الولايات المتحدة مفاعلاً نووياً في السعودية، بعد 51 عاماً من بدء مفاعل ديمونا الاسرائيلي العمل لصناعة القنبلة، بحجة الحيلولة دون انتاج "جيل بأفكار نووية"، بحسب "اسرائيل هيوم". وهذا ما يعني استحالة بقاء اليهود في "أرض الميعاد". لا قنبلة فلسطينية باقامة الدولة، ولا قنبلة نووية ولو في خيال العرب. والطريف هنا أنه بدل أن يستخدم العرب الممرات المائية ذات المفاعيل الاستراتيجة لحصار اسرائيل. العكس تماماً يحدث...

هكذا يفترض أن يكون. تعرية العرب حتى من أسنانهم وتسليح الاسرائيليين حتى أسنانهم، وهو التعبير الذي ظهر في فرنسا قبل القرن الخامس عشر، ولكن تم ابدال الأظافر بالاسنان. الأخطر من ذلك تفجير، وتفكيك، الدول، حتى لنبدو الآن أمام "الغرنيكا" العربية. هكذا يفترض أن يذهب اللبنانيون من دون أسنان، ومن دون أوراق، الى المفاوضات، لنجد أنفسنا بين الدوامة العسكرية والدوامة الديبلوماسية، ولنلاحظ مدى التوجه الاسرائيلي لاحتواء لبنان أخطبوطياً ان على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري.

لطالما أخذنا الوضع السوري مثالاً. متى كان الرئيس أحمد الشرع، ومنذ أن كان قائداً لـ "جبهة النصرة"، وباسم "أبو محمد الجولاني"، معادياً لاسرائيل ؟ ومتى اطلقت الفصائل النيوانكشارية رصاصة واحدة ضد جندي اسرائيلي ؟ بالرغم من ذلك رأينا الطائرات الاسرائيلية التي لم تترك أثراً للجيش السوري (حماة الديار)، تضرب محيط القصر الجمهوري وتهدم مبنى هيئة الأركان، في حين تجثم دبابات الميركافا على قمة جبل الشيخ، وعلى مسافة دقائق من دمشق التي يفترض أن تكون مثل بيروت تحت الوصاية الاسرائيلية ؟

للفصائل الاتية من الكهوف، أو من الأقبية، مهمة أخرى غير الدفاع عن الأرض السورية، وعن الدولة السورية. تحت شعار "تصفية الفلول"، كما لو أنها ليست هي"الفلول العثمانية"، تتم تصفية الأقليات الطائفية والاثنية ان بالذبح أو بالقتل والاقتلاع أو بالاغتصاب والتفجير، تزامنا مع محادثات اذربيجان السرية مع الاسرائيليين، ودون أي اعتبار للهدف التوراتي لتل أبيب، أي وضع سوريا ولبنان تحت وصاية الحاخامات الذين يرون فينا "الديدان البشرية" التي تقام الصلوات لما يدعى "الملائكة المدمرة" من أجل "محقها"، وبالحرف الواحد .

منذ أيام زئيف جابوتنسكي والاتجاه الايديولوجي للاستيلاء على ثروات المنطقة التي اختص بها يهوه شعبه المختار. اتفاقية الغاز مع مصر واليونان وقبرص، وغداً مع لبنان وسوريا، لنلاحظ في ابحاث معهد جافي تلميحاً واضحا الى وراثة الأميركيين في وضع اليد على نفط الشرق الأوسط، وبعدما ذكرت الوثيقة الاستراتيجية التي أطلقها دونالد ترامب، وهي وثيقة دورية والزامية، "ان الضرورات الاستراتيجية التقليدية التي تستلزم مشاركة الولايات المتحدة المكثفة في الشرق الأوسط تتراجع تاريخياً"، باعتبار ان "ديناميكيات الطاقة لم تعد قائمة".

هنا نعود الى مطلع التسعينات من القرن الفائت، أي لدى تفكك الأمبراطورية السوفياتية، وغزو رجل الأعمال اليهودي النمساوي صمويل ايزنبرغ لجمهوريات آسيا الوسطى، فيما كان العرب يبعثون الى هذه الجمهوريات بأطنان الكتب الدينية وبمئات رجال الدين لدفعهم، مثلنا، الى "غيبوبة الغيب"، لتبقى الأدعية وعبر مكبرات الصوت في المآذن، هي سلاحنا النووي لتدمير اسرائيل. من فضلكم أكثروا منها ...

نبيه البرجي -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا