حماس أمام مفترق حاسم… انتخابات ترسم مستقبل الحركة
كشفت مصادر مقرّبة من قيادة حماس أنّ الحركة قرّرت الانتقال إلى انتخاب رئيس جديد لمكتبها السياسي العام وأطر قيادية منتخبة، بدلاً من المجلس القيادي الذي تشكّل عقب اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي يحيى السنوار، في خطوة تعكس توجهاً لإعادة تنظيم بنيتها القيادية بعد مرحلة استثنائية فرضتها الحرب.
وبحسب المصادر، باشرت الحركة الإعداد لإجراء الانتخابات داخل مجلس الشورى العام، الذي يضمّ نحو 50 عضواً يمثلون ثلاث ساحات أساسية هي قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، على أن تُجرى عملية الانتخاب خلال أيام أو أسابيع قليلة. ويشير الحراك الانتخابي الداخلي إلى بروز مرشّحين رئيسيين هما رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة خليل الحية، ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.
وترجّح المصادر فوز الحية، مستندة إلى قاعدة دعم أوسع لا تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد إلى جزء وازن من قيادة الحركة في الضفة الغربية، ولا سيما رئيس مكتبها السياسي هناك زاهر جبارين. ويرى مقرّبون من الحركة أنّ نتائج هذه الانتخابات ستحدّد المسار السياسي المقبل لـ"حماس"، إذ يُتوقّع في حال فوز الحية أن يستمر النهج القائم على المواجهة المسلحة مع إسرائيل في قطاع غزة إلى حين انتهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بصورة كاملة من القطاع.
في المقابل، تشير المصادر إلى أنّ مشعل يطرح توجهاً سياسياً مختلفاً، يقوم على البحث عن مساومات تفاوضية لإنهاء الوجود الإسرائيلي في غزة، ومحاولة إبعاد الحركة عن إيران، والاقتراب أكثر من الدول العربية المصنّفة معتدلة. ومع ذلك، تؤكد الحركة، وفق المصادر، أنّها لن تكون قادرة على تغيير المسار الراهن قبل الوقف الكامل للحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي وظهور واقع سياسي وأمني جديد.
وكان من المقرّر إجراء الانتخابات العامة في "حماس" مطلع عام 2025، إلا أنّها أُجّلت بفعل الحرب، فيما تستبعد المصادر تنظيم انتخابات شاملة قبل التوصل إلى وقف تام لإطلاق النار. وتُجري الحركة انتخابات دورية كل 4 سنوات، إذ جرت آخر انتخابات عامة في آذار 2021، وانتُخب حينها إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي، قبل اغتياله في تموز 2023، ليُنتخب بعده السنوار رئيساً للمكتب.
وعقب اغتيال السنوار، شُكّل مجلس قيادي مؤقّت برئاسة رئيس مجلس الشورى العام محمد إسماعيل درويش، وعضوية كل من خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين ونزار عوض الله. ويعزو مراقبون مقرّبون من الحركة قرار حل هذا المجلس والعودة إلى انتخاب رئيس للمكتب السياسي العام إلى عاملين أساسيين: الأول وقف إطلاق النار في غزة الذي أنهى حالة الطوارئ التي كانت تعمل الحركة في ظلّها، والثاني بروز تباينات واجتهادات داخل المجلس حول قضايا سياسية حسّاسة، من بينها مستقبل حكم الحركة في غزة والتحالفات الإقليمية.
وتأتي هذه التطورات على خلفية حرب مدمّرة أدّت، بحسب مصادر فلسطينية، إلى مقتل معظم قادة الصف الأول في "حماس" خلال العمليات العسكرية، ما فرض على الحركة إعادة بناء هياكلها القيادية في ظرف استثنائي، ومحاولة المواءمة بين استمرارية القرار السياسي ومتطلبات الواقع الميداني، في ظل خسائر بشرية وتنظيمية غير مسبوقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|