تقدّم ملموس في مفاوضات روسيا وأوكرانيا

أعلنت مصادر أميركية أن محادثات برلين شكلت المرحلة الأكثر تقدّمًا حتى الآن نحو التوصل إلى إطار سلام شامل بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد أكثر من يومين من الاجتماعات المكثفة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار المسؤولين الأوكرانيين والقادة الأوروبيين. وأكدت المصادر أن النقاشات كانت إيجابية في جميع الجوانب تقريبًا، وتم بحث جميع بنود الخطة المؤلفة من 20 نقطة.

وأوضح المسؤولون أن الضمانات الأمنية تشكل جوهر الاتفاق المزمع، وهي غير مسبوقة، وتشمل آليات شبيهة بالمادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى آليات واسعة للمراقبة والتحقق والردع ومنع الاحتكاك العسكري. وشدّد أحد المسؤولين على أن هذه الحزمة تُعد الأقوى التي شهدها الأوكرانيون والأوروبيون على الإطلاق، مشيرًا إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، ستُحال الحزمة إلى مجلس الشيوخ الأميركي.

وأكدت المصادر أن الضمانات الأمنية لا تقوم على نشر قوات أميركية على الأراضي الأوكرانية، بل على إطار سياسي–أمني صارم للتنفيذ والمحاسبة. وأوضحوا أن الولايات المتحدة تعرض هذه الضمانات ضمن نافذة زمنية محدودة، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد للانخراط سياسياً ومؤسساتياً إلى أقصى حد، إلا أن هذه الضمانات لن تبقى مطروحة إلى الأبد، في إطار هدف وقف التمدد الروسي غربًا بشكل دائم.

وأشار المسؤولون إلى تقدم موازٍ في حزمة الازدهار وإعادة الإعمار بعد الحرب، مع تأكيد مشاركة بلاك روك بقيادة لاري فينك والبنك الدولي في إعداد إطار مالي وإعماري يشمل الأصول الروسية المجمّدة، وإعادة الإعمار، وتعويض ضحايا الحرب، وضمان استدامة اقتصادية طويلة الأمد، وسط دعم مالي أوروبي واضح.

وبخصوص ملف الأراضي، أقر المسؤولون بأنه لا يزال من أكثر الملفات حساسية، لكن نحو 90% من المسائل التقنية جرى تعريفها أو تضييقها أو حلها، مع تقديم أفكار محفّزة للنقاش للرئيس زيلينسكي، مع ترك القرارات السيادية النهائية للمفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا، مع استمرار الدور الأميركي والأوروبي في الوساطة.

كما كشف المسؤولون عن عقد عشاء عمل مغلق ضم الموفدين الأميركيين والرئيس الأوكراني وعدداً من القادة الأوروبيين لاستكمال البحث في التفاصيل التنفيذية، مع احتمال مشاركة الرئيس ترامب عبر اتصال مباشر، في مؤشر على الانخراط الرئاسي المباشر في هذا المسار.

وأكدت المصادر أن المسار التفاوضي سيستمر خلال الأيام المقبلة، مع توقع عقد اجتماعات تقنية وعسكرية داخل الولايات المتحدة، واستعداد واشنطن للسفر إلى موسكو أو كييف إذا اقتضت الحاجة، بهدف التوصل إلى سلام دائم وقابل للتطبيق.